الخميس، يناير 05، 2012

كفى تجريحا!


لو جاءت لنا الثورة بكل الخيرات والنعم دون تهذيب في الأخلاق والقيم؛ فبئست الثورة... لوجاءت لنا الثورة بأموال وثروات دون أن تنزع من بيننا الحقد والبغض والحسد؛ فبئست الثورة.... لو جاءت لنا الثورة بالسيادة والمكانة والرفعة دون صفات الحلم والكرم؛ فبئست الثورة.. إن الثورة الحقيقة التي نريدها هي الثورة على الأخلاق الفاسدة، وعلى الأنفس المريضة، وعلى القلوب السوداء، وعلى الصدور البغيضة، وعلى الأعين الحسودة، وعلى الألسنة الكذوبة، وعلى الأيدى الباطشة... كفى تجريحا... كفانا التجريح...
رجعت بذاكرتي أعواما قليلة، فوجدت أنه ما ظهرت شخصية .. أي شخصية .. على الساحة ولاقت استحسانا من بعض الناس إلا وقوبلت بوابل من الهجاء والتجريح حتى خمدت، وانطفأت، وانزوت.... ولا فرق في ذلك بين الشخصيات إن كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية أو حتى رياضية... وإليك الأمثلة:-
 من الشخصيات الدينية:- الشيخ الشعراوي رحمه الله قالوا فيه أنه صوفي وأنه هو أول من استحل قدسية القرأن وفسره بالعامية المصرية!
الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل قالوا عليه أنه عالم سلطه. والدكتور علي جمعة قالوا أنه متناقض في فتواه...ومن قبلهما كان الدكتور يوسف القرضاوي وهو الذي نال النصيب الأكبر من الهجوم، ثم كان الدكتور عمرو خالد، والدكتور سعد الدين الهلالي ...ولا ننسى ما فعلوه بالإخوان والسلفيين...
ومن الشخصيات السياسية:- البرادعي، وشفيق، وعمرو موسى، ثم الدكتور سليم العوا، وعمرو حمزاوي، ووائل غنيم و  و...
ومن الشخصيات الإجتماعية الأدبية علاء الأسواني، وبلال فضل، وابراهيم عيسى (وإن كنت أختلف معهم كثيرا).


ولقد طال التجريح رجال القضاء ورجال الجيش..... ولم يخل مجال من المجالات المصرية إلا وناله التجريح؛ حتى حكام كرة القدم لم يسلموا منه...

يــا أيهـــا الرجل المعلم غيره   هــــــــلا لنفســك كــان ذا التعليـم
تصف الدواء لذي السقام وذي  الضنى كيما يصح به وأنت سقيـم
لا تنه عن خلق وتــأتي مثلــه   عـــــــــــار عليـك إذا فعلت عظيم


والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق