الثلاثاء، يناير 10، 2012

محطة مشوهة


أصر أستاذي أن يوصلني إلى أقرب محطة للمترو حتى يخفف عني  شيئا من عناء السفر. دخلت المحطة واشتريت التذكرة ثم عبرت الكوبري إلى الجانب الأخر فوجدت القطار قد وصل من توه. دخلته وكانت العربة مزدحمة جدا.. ووقفت بين الواقفين، ثم تحرك القطار، وبدا أنه مثقل ومتعب. فقد كانت حركته بطيئة جدا ووقوفه في المحطات كان طويلا، فيبدوا أن الشيخوخة قد أصابته، ويد الإهمال قد طالته، وعوامل التشويه قد إصابته؛ فلم يعد ذلك المترو الذي كنا نفتخر ونتفاخر به.
نزلت في محطه رمسيس (مبارك سابقا والشهداء حاليا) أخذت أبحث عن مخرج كي أصعد منه إلى سطح الأرض ، فاقتادتني قدامي في ممرات متفرعة من ممرات أخرى حتى وجدتني أمام ساحة محطة مصر. لم تصدق عيناي ما رأته من تجديد وتحديث. فقد أزيلت الأكشاك وأغلقت الممرات وفتحت الطرق وبدا الأمر واضحا وجليا، ففرحت وانشرح صدري، وقررت أن أدخل المحطة كي أشاهد ما حدث لها من تغيير. وياليتني لم أدخل!
ما هذا التشويه الذي حدث؟ هل هذا هو الحفاظ على التراث؟! أليست هذه المحطة بهذا المبني الأثري تراثا يجب المحافظة عليه وترميمه؟! لقد شوهوها وجردوها من لمساتها الفنيه القديمة، ظنا منهم بأن هذه النجفة الكبيرة الغريبة المنظر والأجنبية المشهد، أو تلكم الأعمدة النحاسية التي لم أستطع تمييز الرسومات التي نحتت عليها، أو ذلكم السلم الكهروبائي الحديث، سيجدد من شبابها أو سيضيف لها حسا فنيا؟!
لقد أحسست بالغربة في هذة المحطة ووقررت الخروج منها سريعا! 
لا أعرف من المستفيد من هذا التشويه؟ ولا أعرف لماذا لم يتركوها على حالتها ويقوموا فقط بترميمها كي يعيدوها سيرتها الأولى؟
لم أعد أفهم شيئا...اللهم إننا نسألك الصبر..
والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق