الأربعاء، أكتوبر 17، 2012

الربيع العربي في برلين 8


تركت حقيبتي بجوار الباب ثم دخلت الصالة فجلست أتبادل الحديث مع عبد الرحيم ثم استأذنته كي أغير ملابسي... الشقة تتكون من غرفتي نوم إحداهن كبيرة بها سريرين ودولاب كبير والأخرى صغيرة ليس بها سوى سرير واحد ودولاب صغير، وكلا الغرفتين به تسريحة وكرسى وحامل ملابس ودفاية ثابتة ونافذه تطل على الحديقة التى بها الممر المحفوف جوانبة بالزروع. وبالإضافة إلى المطبخ والحمام فهناك صالة مستطيلة الشكل بها منضدتين واحدة مستديرة والأخرى مستطيلة وأنتريه مكون من كرسي وكنبة صغيرة ، ثم نيش كبير وضع به تليفزيون ومجموعة من الكؤوس الزجاجية الفارغة. وبالصالة بلكونة تطل على الشارع الرئيسي.

وعلى رأي المثل اللي أنا مش عارف جنسيته " إللي سبق أكل النبق" فقد سبقني عبد الرحيم وأخذ الغرفة الكبيرة ذات السريرين والدولاب الكبير. ولم أجد من حل أمامي سوى الاستسلام للأمر الواقع والرضا بالقليل.

كنا قد تواعدنا " منى ومنة وأحمد" أنه بمجرد أن ننتهي من استلام غرفنا ووضع حقائبنا فيها أن نتقابل في الممر لنذهب ونتناول طعام العشاء ثم نشتري خط تليفون وبعض الأغراض. وقبل أن أغادر الشقة سألت عبد الرحيم عن أقرب مطعم وأقرب سنترال به إنترنت وتليفون، فأخبرني عبد الرحيم بأن محلا تركيا يبيع سندوتشات الـ"دونر" ليس بعيد عن المكان ثم تذكر أنه قد اشترى لتوه مثل هذا الساندوتش فقام وأحضره من المطبخ ثم بدأ في تناوله ولم يعزم على...

تقابلنا نحن الأربعة وانضمت إلينا زميلة جديدة اسمها "لميا" من الأسكندرية، وكنا قد تقابلنا معها لمرة واحدة في القاهرة عند تقديم الأوراق للسفارة.

في البداية ذهبنا نحن الخمسة إلى سوبر ماركت مجاور للمباني التى بها شققنا والتى يزيد عددها على عشرة عمارات، بكل عمارة عشر شقق. ولما لم نجد مبتغانا في هذا السوبر ماركت قررنا أن نقطع الشارع جنوبا حتى وصلنا إلى المطعم التركي الذي يبيع ساندوتشات "الدونر".

ويتكون ساندويتش "الدونر" في الغالب من شرائح لحم الضان المشوي المضاف إليه الكثير من التوابل والمطهو على الطريقة التركية، حيت تتراصّ طبقات اللحم فوق بعضها على سيخ حديدي يدور حول محوره ليشوى اللحم على نار هادئة. وبالهنا والشفا.
 

وقد قمت بالبحث والفحص والتمحيص عن هذا الساندوتش العجيب، فعرفت أن منتصف التسعينيات من القرن الماضي كانت فترة ازدهار كبير للمأكولات التركية في ألمانيا ، حيث اكتشف الألمان الشاورمة أو الدونر كبديل للهامبورجر والسجق والوجبات السريعة.

 وبسب هذا السندوتش أصبح كثير من الأتراك ذوي ثروات طائلة ورجال أعمال ناجحون. ومن بين هؤلاء رجل أعمال تركي اسمه "دوزجون". وعن حكايته مع "الدونر" يقول " دوزجون":- "كنت أعمل كتاجر للمواد الغذائية في تركيا ولدي الخبرة الكافية في هذا المجال، وبقليل من المعلومات في اللغة الالمانية، وكثير من التصميم على النجاح اشتريت محل جزارة قديم وبدأت في إنتاج أسياخ اللحوم التي تستخدم لصناعة "الدونر" وتوريدها لمحال الوجبات السريعة التركية. وبعد فترة حقق هذا المشروع نجاحا كبيرا حتى أصبحت أمتلك الآن أكبر مصنع للشاورمة في ولاية شمال الراين، ويعمل لدي الكثيرون، كما أن إنتاج مصنعى يورد لأنحاء مختلفة من أوروبا".

محمد شحاتة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق