الأحد 9
سبتمبر
تعاهدت مع
نفسي قبل النوم أن نقف سويا وبكل قوة في وجه الكسل ، وأن نقلل من عدد ساعات النوم
قدر المستطاع، وألا ندخر وسعا أو طاقة في الاستفادة من كل ثانية والاستمتاع بكل
دقيقة، وحتى أثبت تلك الجدية للوصول إلى الوفاء بالعهد فقد قمت بضبط منبهي على
الخامسة صباحا وما إن سمعت تنبيهاته حتى نهضت من فوري وأخذت حماما ثم دخلت المطبخ
أستكشف ما فيه وأصنع لنفسي كوبا من الشاي فلم أجد لا شايا ولا سكرا، وتذكرت أن معي
قليل من حبات "الحلبة" أحضرتها معي من مصر وكيس سكر صغير احتفظت به من
الطائرة وبهذا تم إنقاذ الموقف.
قمت بتفريغ
ما في حقيبتي من الملابس والأوراق وبدأت في ترتيب الغرفة ثم ارتديت ملابسي
الرياضية وخرجت أستكشف ما حولى من المكان. وعند خروجي من البوابة أحسست ببرودة في
الجو فرأيت أن أبدأ بالركض مباشرة حتى أشعر بالدفئ وما هي سوى خطوات قليلة حتى
توقفت وبدأت أتسائل في أي اتجاه سأسير؟ وكعادتي في مثل هذه الظروف أترك دوما لقدمي
الاختيار وأسلمها مفاتيح القيادة. وقد كان...
اختارت
قدماي أن أدخل في الممر المحفوفة جوانبة بالزروع والأشجار، فمررت بالأبنية التى
يسكن فيها ( منة، ومنى، ولمياء، وأحمد وآخرون سأتعرف عليهم لاحقا). ولما انتهى بي
الممر اتجهت يمينا فوجدتنى في شارع رئيسي واصلت ركضي فيه متجها ناحية الغرب فعبرت
طريقا عرضيا رأيت على ناصيته مبنى ضخم أمامه حديقة صغيرة وخلفة حديقة أكبر منها
وقد بنى بالكامل بالطوب الأحمر. وتبن لي
أن هذا المبنى لكنيسة أعجبت بشكلها كثيرا فتوقفت أمامها وأخرجت كاميرتي والتقطت
لها صورة من دون أن أعرف لها اسما أو أن أستعلم عن تاريخها.
واصلت السير
مسرعا فوجدتني أمام محطة للمترو اسمها " هاينرش هاينه " وهو شاعر وناقد وصحفي ألماني
شهير ولد سنة 1797 وتوفي سنة 1856 وهو من أهم الشعراء الألمان الرومانسيين.
وجدتها فرصة أن أدخل هذه المحطة وأستكتشف ما
فيها. وفيها رأيت
شبابا وفتيات تتراوح أعمارهم بين السابعة عشر والخمسة وعشرون عاما،وقد ارتدوا
ملابس قديمة متمزقة، واختاروا لشعورهم تسريحات وقصات غريبة، ورأيت في أيديهم
زجاجات من الخمر والبيرة والبعض منهم يدخنون. انتابني شعور مخيف من أشكالهم فواصلت السير بسرعة حتى وجدت بابا آخر فخرجت
منه. " عذرا لك يا هاينرش هاينه فقد فهموا الرومانسية خطأً)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق