الثلاثاء، أكتوبر 16، 2012

الربيع العربي في برلين 7



لم تستغرق الرحلة من مطار "برلين شونفيلد" إلي محل إقامتنا سوى عشرون دقيقة تحت قيادة الـ " جي بي إس ". فمطار "برلين شونفيلد" يقع جنوب العاصمة برلين ويبعد عنها حوالي ثمانية عشر كيلو متر ويحتل هذا المطار المرتبة الثامنة بين كبرى مطارات ألمانيا. تم افتتاحه سنة ١٩٤٦ وتبلغ مساحته ٦٣٠ فدان ويتسع لـ ٧ مليون راكب سنويا. وقد قررت السلطات المسؤولة عنه توسعته وضمه إلى المطار الجديد وهو مطار برلين براندنبرج والذي كان من المقرر أن يكتمل إنشائة هذا العام. وفي حين الانتهاء من إنشائه- الله أعلم متى- سيجري إغلاق مطار برلين تيجيل في غضون ستة أشهر من افتتاح المطار الجديد.

 أظهر عداد التاكسي الحساب والذي قدره بـ " 32 " يورو فطلبت السيدة " شينكل برج" من السائق أن يعطيها إيصالا بـ" 35" يورو. سألناها هل ينبغي علينا أن ندفع؟ فقالت لا، فستقوم الجامعة بتحمل ذلك. زي الفل...

أنزلنا حقائبنا ووجدنا أنفسنا نقف على ناصية شارع صغير متفرع من شارع أكبر منه يسمى: " مولشن شتراسه" . سرنا خلف السيدة "شينكل برج" فوجدنا عن يميننا محلان أحدهما وقد ارتصت أمامه بعض من الموائد حولها عدد من الكراسى فعرفت أنه ربما يكون مقهى، والآخر لم أتمكن من معرفته.  دخلنا من بوابة كبيرة ليس بها باب، فوجدنا أمامنا ممرا طويلا محفوف جوانبه بالزروع التى لم أتمكن من معرفة نوعها فقد كانت إضاءة المصابيح خافته.

توقفنا أمام لافتة معلقة على باب إحدى البنايات مكتوب عليها "IPs" فدخلنا من البوابة وكانت مفتوحة ثم تركنا حقائبنا خلفها، بعد ذلك قامت السيدة "شينكل برج" بإغلاقه حتى تطمئن قلوبنا على حقائبنا. صعدنا خلف السيدة عدة درجات ثم دخلنا في الشقة التى تقع في الطابق الأرضي. وجدنا فيها ثلاث فتيات لا أعرف منهن سوى "هبة" زميلتنا في المنحة، وتعمل معيدة في جامعة القاهرة، كنت قد تقابلت معها مرتين وكلايهما كان في السفارة الألمانية بالقاهرة. كانت المرة الأولى أثناء تقديم أوراق التأشيرة، أما  الثانية فكانت عند استلامها.

عرفتنا السيدة "شنكل برج" بزميلتها المسؤولة عن تسليمنا مفاتيح الشقة والنقود. جلسنا أمام الفتاة فأعطت كل واحد منا ملفا به مجموعة من الأوراق ( برنامج الرحلة + أسماء المشرفين+ خريطة لمدينة برلين + أسماء الزملاء المرافقين في السكن ) ومفتاحين أحدهما لغرفة الغسيل وغرفة صناديق القمامة، والثاني للبوابة الخارجية وباب الشقة. والعجيب في هذا المفتاح الأخير أنه يفتح باب العمارة وباب الشقة وأبواب العمارت الأخرى ولا يفتح باب شقة أخرى غير التى صنع خصيصا لها، ولا تسألني كيف ذلك فلن تجد عندي رد..  ثم أعطت كل واحد منا مظروفا به أربعمائة يورو...

اصطحبتني السيدة " شينكل برج" - هكذا فعلت مع كل منا- إلى المبني الذي فيه سكنى. وأمام المبنى رقم "59" قالت لى شقتك في الطابق الثاني بعد الأرضى.

فتحت باب الشقة فإذا بي أرى شابا أطول منى قليلا وذو لحية سوداء خفيفة وقصيرة، عرفته بنفسى ثم عرفني بنفسه قائلا :- " اسمى عبد الرحيم السعدي من المغرب من الأمازيغ. فسألته مستفهما: أمازيغ ؟! فأجاب نعم أمازيغ! ولما رأى منى اندهاشا أراد أن يقرب لي المعنى فقال: هل تسمع عن البربر؟ فقلت له نعم. فقال هم الأمازيغ! عرفت بعد ذلك أن الأمازيغ  أو البربر هم  شعب يسكن شمال إفريقيا بدءا من مصر.. نعم بدءا من مصر، فبدايتهم من واحة سيوة وحتى المحيط الأطلسي، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى نهر النيجر.ولقد تحدّث البربر، عبر التاريخ، عددا من اللهجات البربرية المختلفة التي تشكّل معاً فرعاً من عائلة اللغات الأفرو آسيوية. أما اليوم، فيتحدثون اللغة العربية  إضافة إلى اللغة الأمازيغية اللغة الدارجة، وكذلك الفرنسية؛ بسبب الاستعمار الفرنسي في دول شمال إفريقيا، وبعض الإسبانية.  وكثير من البربر يسمون أنفسهم بـ «الأمازيغ»، وهي كلمة مأخوذة من "مازيس" أو Mazices، وهي إحدى التسميات الرومانية للبربر. ولا تتعجب إذا عرفت أن طارق بن زياد، وابن خلدون، وعباس بن فرناس، وابن بطوطة وزين الدين زيدان أصلهم من البربر "الأمازيغ"...
 
محمد شحاتة

 

هناك تعليقان (2):

  1. wann bin ich dran!!!?? ich warte :)

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتى أنمار... شكرا جزيلا لمتابعتك ولتعليقك... لا تقلقي ...ستأتى ....وإن لم يكن فمكانك في الفكر موجوووود...

      حذف