الاثنين، أكتوبر 22، 2012

الربيع العربي في برلين 13


كانت العاشرة صباحا حينها أخبرت عبد الرحيم بأنني سألتقي (أحمد ومنة ومنى) بعد ساعة، وسنذهب في جولة في مدينة برلين وسألته عما إذا كانت لديه الرغبة في المجيئ معنا أم لا، فأبدى ترحيبا ثم أخبر "سفيان" بالأمر فوافق بدوره، وتهيئنا جميعا للنزول.

وأمام مدخل الممر المؤدي إلى بيوت كثير من الزملاء رأيت أحمد مسعد يقف مع زميلة جديدة عرفت نفسها بأنها "أريج" من مصر. "لم نتقابل معها في القاهرة فقد كانت مسافرة خارج مصر وقتذاك". لم يطل بنا الانتظار حتى أتت منى ومنة ثم تلاهما التونسيان مها وغسان، واليمني خالد، ثم المغربيان عبد الرحيم وسفيان، واكتملت المجموعة بمجئ  بالأردنيتين مها وأنمار. (بقي اثنى عشر زميل وزميلة لم يشاركونا هذا اليوم لأسباب مختلفة ، فالمجموع الكلي أربع وعشرون عربي)
 
تحدثنا في البداية باللغة الألمانية، ثم وجدنا أنفسنا تلقائيا كل يتحدث بلهجته، وكون كل اثنين منا مجموعة وبدأو يتحدثون في موضوعات مختلفة.

وفي محاولة منى لجمع هذا الشتات قمت بعرض فكرة التجول في برلين، وركزت على أن هذا اليوم سيكون لمشاهدة برلين إجمالا، فاليوم لا يمكننا أن ندخل متاحفا أو أن نزور مزارات،فالمزارت والمتاحف كثيرة والوقت ضيق، وربما تكون هذه المزارت من ضمن ما سنراه لاحقا في برنامج المنحة.

واتفقنا... ولما قررنا أن ننطلق تذكر خالد اليمني أنه قد نسى تذكرة المواصلات التى أعطيت لنا، والصالحة لمدة شهر كامل لجميع أنواع المواصلات العامة داخل برلين، فانتظرناه حتى عاد بها، ثم انطلقنا....

سرت بهم في الطريق الذي اكتشفته صباحا، وحكيت لبعضهم ما قمت به في الصباح، فصدقنى البعض وتحفظ الآخرون. توقفنا على نفس ذات الكوبري الذي تحدثت فيه مع صائد الأسماك، والتقطنا لأنفسنا ولبعضنا صورا تذكارية. كنت سعيد جدا بهذا اللقاء العربي العربي؛ فاختلاف اللهجات وتباينها، واختلاف الثقافات وتبانيها حتما سيفتح لي أبوابا لتعلم أشياءا جديدة، وهذا دوما ما أصبو إليه.

مرت على أذني كلمات كثيرة من تلك اللهجات لم أستطع فهمها، وحرصت دوما على السؤال عن معانيها. وكانت اللهجتين التونسية والمغربية أصعبهما على الإطلاق: إلا أنني وجدت المتعة في الاستماع إلى متحدثيهما.


ركبنا القطار وماهي سوى محطتين حتى رأينا برج التليفزيون، فنزلنا جميعا في محطة "الكسندربلاتس" ثم اتجهنا نحو البرج. أراد البعض منا وعلى رأسهم أحمد مسعد أن يصعدوه إلا أن البعض الآخر رفض ذلك، فانقسمنا إلى مجموعتين. المجموعة الأولى وفيها (أحمد ومنى ومنة وأريج والأردنيتين مها وأنمار) والمجموعة الثانية وفيها ( التونسيان مها وغسان، والمغربيان عبد الرحيم وسفيان، واليمني خالد، وأنا).

قررت مجموعتنا أن نتجول باتجاه البرلمان الألماني، فمشينا من محطة "ألكسندربلاتس" حتى وصلنا إلى المحطة التى تليها، ثم ركبنا منها القطار إلى المحطة الرئيسية العملاقة. قال لي أحدهم: أنه شاهد فيلما وثائقيا على الجزيرة عن بناء هذه المحطة، ثم أخبرني بأن الذي بناها هو مهندس مصري. فقلت له نعم، واسمه هاني عازر.

وهاني حلمي عازر لمن لا يعرفه هو مهندس مصري ولد في طنطا عام ١٩٤٨، وسافر إلى ألمانيا  عام 1973 فدرس بها الهندسة المدنية. شيد محطة قطارات برلين، أهم محطة قطارات في أوروبا والعالم، وكرمته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

والعجيب في الأمر أن هذا المهندس المصري قام بتحويل مجرى نهر «شبريه» الذى يمر فى قلب برلين 70 متراً وحفر الأنفاق تحته ثم أعاد النهر لمجراه الأول دون أن تتأثر حركة النهر. ليس هذا فحسب بل إنه قام ببناء برج إدارى فى المحطة بطول 70 متراً بشكل رأسى ثم قلبه أفقيا ليمر بالعرض فوق خط القطارات الرابط بين شرق وغرب ألمانيا. تحيا مصر

هناك تعليقان (2):

  1. تحياتي يا محمد جهود واضحة للتوثيق نشكرك عليها بانتظار جديدك دائما
    صديقك من فلسطين
    علاء

    ردحذف
    الردود
    1. حبيبي وصديقي علاء ... شكرا لك على المتابعة، فهذا في حد ذاته شرف وفخر. أوحشتني جدا، وأتمنى لك التوفيق، وكل عام وأنت وأسرتك بخير وسعادته

      حذف