دخلت
خلف رامز الذي ما أن وجد السرير حتى ارتمى عليه، وأخذت أبحث عن مكان أجلس فيه وسط حقائبه
التى أفرغ أكثر مافيها وبعثره على الأرض، فصارت أشبه بساحة حرب خرج الجميع منها
منهزمون. وتساءلت هل دخل عليه أمن الدولة؟!
طلبت
من رامز أن يحكي لي ما حدث له بالأمس من وقت أن تركناه، فقال لى أنه قد تأذى كثيرا
وتضرر أكثر، أو على حد تعبيره" أنا اتبهدلت بهدلة السنين"، ثم أخبرني بأنه
لم ينم سوى ثلاث ساعات، وقال بلهجة فيها كثير من الأسى " و أكثر حاجة زعلتنى
إن مفيش حد منكم استناني في المطار"
اعتذرت
له وتعللت بأننى لم تصلني منه أية رسائل، وأقسمت له بأننى لم أعلم بموعد قدومه، ثم
رجوته أن يحكي لي كل شئ بالتفصيل، فاعتدل من نومته ثم أخذ نفسا عميقا وقال:-
"
بعد أن حدث ما حدث، واختفى الموظفون، وثار الناس، وقام البعض بتحطيم الزجاج وأجهزة
الكمبيوتر، وجاء البوليس وأخذ منا من أخذ، وافترشنا الأرض في انتظار مسؤول يشرح
لنا الموقف أو يعلمنا بالمستجد من الأمر.. ومرت ساعة تلو الأخرى ولم يأت أحد، فثار
الناس مرة أخرى، ثم حدث هرج ومرج، وهتف الناس " الوزير فين الوزير فين!"،
فجاء موظف شاب واعتلى أحد الكراسي، ثم أخذ ينادي في الناس ويطمئنهم أنهم سيسافرون جميعا،
ولكن ليس اليوم !! ثم طلب منهم أن يسلموا حقائبهم ويذهبوا إلى فندق قريب من المطار،
فقد تم حجز غرفا لهم كي يبتون فيها للصباح".
سكت
رامز قليلا وكأنه تذكر شئيا ثم قال:-" ممكن تناولنى الموبايل اللي في الشاحن
جانبك؟" فأعطيته إياه فنظر فيه ثم قال:" وحتى تكتمل المعانة فقد نسيت أن
أخرج شاحن الموبايل من حقيبتي التى سلمتها لموظف المطار، مما أدى إلى انقطاع الاتصال
بيني وبين العالم الخارجى ".
حاولت
أن أخفف عنه فأخذت أواسيه ببعض العبارات من قبيل " كل دا عادي جدا وبيحصل منه
في أحسن العائلات" ثم قلت له " أنت أفضل من غيرك كثيرا، فأنت تأخرت ليلة واحدة،
وغيرك تأخر ليلتين!
ثم واصل رامز حكايته بقوله:- ووصلت مطار برلين ومعى حقيبتين كبيرتين
يحملهما جسد منهك يحتاح إلى كثير من المساعدة، وخرجت من بوابة المطار على أمل أن
أجد أحدكم في انتظارى، يهون عنى ويذهب بي إلى السكن فلم أجد! ووقفت أنتظر، ومر الوقت ولم
يأتى منكم أحد، فاتصلت بأحمد فلم يرد وهنا تذكرت أننى ليس معى عنوان السكن؛ فاعتمادي
على أننى سأسافر مع مجموعة جعلنى لا أهتم بكتابة العنوان!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق