لم يكن المطعم الذي أكلنا فيه "
الدونر" هو المطعم الوحيد في هذا الشارع؛ فهناك أكثر من مطعم تركي، وأكثر من
مطعم عربى (لبناني وسوري) وأكثر من سوبر ماركت ومقهى وإنترنت ومعظمهم للأتراك؛
فهذا الشارع – ولحسن الحظ- حيوي إلى درجة كبيرة جعلتني أشك أنني في العاصمة
الألمانية برلين... ( العرب والأتراك والأجانب أكثر منهم من الألمان)
في أثناء تناولنا لهذا العشاء السريع
قصصنا على " لمياء" ما حدث لنا اليوم جراء الإضراب وأخبرناها بما حدث لزميلنا
رامز. أين أنت يا رامز " يا ترى ها تسافر النهاردة ولا مفيش أمل "
دخلنا إحدى هذه المحلات كي نسأل عن
أفضل العروض لخطوط التليفونات المحمولة؛ فنحن هنا لمدة شهر واحد فقط، ونحتاج أن
نتواصل فيما بيننا وفيما بين أهالينا في مصر ونحتاج أيضا إلى أرخص الأسعار.
قدم لنا الشاب التركي عرضا لخطوط الـ
" O2"
وأخبرنا بـأن سعر الخط بثمانية يوروهات وعليه خمسة يوروهات هدية، وفي حالة الاتصال
بخط آخر من نفس النوعية " O2" فسيكون الاتصال مجانا.. بدا لنا هذا
العرض مغريا جدا فطلبنا منه أربعة خطوط فلم نجد لديه سوى خطين فاشريت واحدا واشترت
"منى" الخط الآخر، وذهبنا لمحل آخر فوجدنا سعر الخط فيه بسبعة يوروهات فاشترى "أحمد ومنة"
بأرخص منا .
كانت
الحادية عشرة ليلا وقت أن قررنا العودة إلى مساكننا، وما زالت الحيوية تدب في هذا
الشارع، والناس في رواح وغدوو، ولولا أن الإجهاد قد قضى علينا والنوم قد غلبنا
لقضينا الليل هنا. واتفقنا على أن نتقابل في الغد في حوالى الحادية عشرة صباحا وقبل أن نفترق أخبرني أحمد بأنه تلقى رسالة من رامز يخبره فيها بأنه سوف يأتى
في الغد... وكان خبرا سارا قبل النوم..
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق