إلى المهدية...
ما أسعدني وقت أن علمت أننا اليوم سنزور مدينة المهدية، وما
أتعس جفوني، إذ لا نوم ولا راحة؛ فبعد أن تناولنا فطورنا كانت هناك سيارتان
سياحيتان في انتظارنا أمام باب الفندق، كنا عشرة، فقد غادَرَنَا من حان وقت وداعه،
وحزنت كثيرا لفراقهم.
ركب كل خمسة في سيارة. كانت سيارتنا تحمل كل من (دكتور عاصم
حفني، دكتور سامح اسماعيل، دكتور سعيد فارس، والدكتور أحمد عبد الإمام وأنا)، وفي
السيارة الثانية ركب كل من (الدكتور البريشت فوس، والدكتور أحمد عبد السلام،
والدكتور عيد محمد، والدكتور محمود أبو شعير، والشاب الألماني راسموس براند)
في التاسعة وخمس دقائق دار محرك السيارة متجها صوب المهدية،
ولم يتوقف المحرك إلا بعد مرور ساعة ونصف قطع فيها مسافة 65 كيلو متر، وهي المسافة
التى تفصل مدينة سوسة عن مدينة الجم.
-
الجم؟ سألت السائق، فأجاب:
-
نعم، هكذا هو البرنامج؟
-
وماذا عن المهدية؟!
-
سنزورها لا حقا.
نزلت من السيارة
فأصابتني رعشة، فقد رأيتني أقف أمام مبنى ضخم أشبه بمنبى الكلوسويوم في روما.
ولولا أنني لا أشك لحظة في قواي العقلية لأصابنى الدوار، هل جئنا إلى روما؟!
لا، أجابت لوحة كبيرة كتب
عليها ما يلي:-
"قَصْر الجَمّ أو مَسْرَح الجَمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ Colosseum Thysdrus، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجمّ أو مدينة (تِيسْدْرُوسْ Thysdrus في العهد الروماني) التابعة جغرافيا وإداريا لولاية المهدية في تونس. أُدرج هذا الأثر التاريخي سنة 1979على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو." و "يعد قصر الجم الروماني ثاني أكبر مسرح في العالم بعد مسرح كولوسيوم روما المصنف من عجائب الدنيا السبع".
والحق أنني زرت كلوسيوم روما عام 2005، إلا إنني
أرى أن هذا الأثر أكثر منه جمالا، وأفضل منه صيانة؛ فقد قام جورديان الثاني بتصميمه
بشكل تجاوز فيه كل الأخطاء الهندسية الموجودة في نظيره بروما على مستوى الشكل. كما
أن مدرجاته تتسع لـ 35 ألف متفرج مما أهله
ليكون أكبر بناء أثري روماني في أفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق