الثلاثاء، نوفمبر 10، 2015

تونس الخضراء 14


اليوم الثاني من أيام المؤتمر- الثالث على وصولى تونس- كان يوما طويلا ومرهقا، كنت فيه متوترا أشد التوتر، وكلما اقترب موعد كلمتي كلما ازداد توتري، وكلما نظرت في وجوه الحاضرين وتخيلت موقفي أمامهم كلما ازاداد التوتر أكثر فأكثر، ورأيتني من دون أن أدري أخرج من القاعة، فأذهب إلى الحمام تارة، أو أعرج إلى حديقة الفندق لأستنشق هواءً جديداً تارةً أخرى.
 افتتح الدكتور مارك-خليل بودينشتاين الجلسة الصباحية بكلمة عن (التعليم الديني للإسلام في الدولة العلمانية) وتبعه الدكتور  هاري-هارون بيير بكلمة كان عنوانها (نحو نهج توظيفي للدين ضمن الإطار الدستوري، من منظور مسلم ألماني) وجاء بعده الدكتور ألبريشت فوس فتحدث عن (اللاهوت والدولة والإسلام، رحلة بين فرنسا والمغرب العربي). وقد جاءت الكلمات الثلاث بدون فواصل، الأمر الذي قلل من إمكانية إهدار الوقت في تعليقات سردية طويلة، وهو الأمر الذي يبدو أن منظموا المؤتمر قد فطنوا له، فأجلّوا طرح الأسئلة  لتكون بعد نهاية الكلمات الثلاث.
وبعد الاستراحة كنا (الدكتور محمود عبدالله والدكتور محمود أبوشعير وأنا) على موعد لإلقاء كلماتنا، فكانت البداية مع الدكتورمحمود عبدالله بكلمة عن (مجلس حكماء المسلمين- صراع الدعاة بين الدين والسياسة) وتلاه الدكتورمحمود أبو شعير بكلمة عن (مسألة الإمامة/الخلافة بين الخلافات الكلامية في الماضي وصراعات الإسلام السياسي في الحاضر) ثم جاء دوري لأتحدث عن (الإسلام السياسي في ظل التغيرات التي طرأت على الربيع العربي- مصر نموذجا). وقد أدار الدكتور عبدالراضي رضوان هذه الجلسة بحرفية عالية لا تخلوا من مزاح مقصود ليخفف به- فيما يبدو- ما رآه باديا عليّ من توتر .
بعد الغداء كنا على موعد مع الجلسة الثانية والتى استهلها الدكتور سامح اسماعيل بكلمة عن (تجديد الخطاب الديني- مقاصد الدعوة لا مآرب السياسية) ثم تبعه الدكتور سعيد فارس بكلمة عن (عقيدة الولاء والبراء- التفكيكية والبنوية في الثورة المصرية) ثم كان الختام مع كلمة الدكتورأحمد عبد السلام (المؤسسة الدينية وإدارة الدولة/ المجتمع، قراءة في وثائق الأزهر).

والحق أنني استفدت من هذه الأبحاث أيما استفادة، وأحسست أنني محظوظ لأبعد مدى، وهذا إحساس قلما يأتيني، وهذا إحساس أتمنى لو يدوم!

هناك 4 تعليقات: