الشتائم التناسلية

في البداية أود أن أسجل اعترافا بأن المصطلح الذي اخترته عنوانا لهذه المقالة هو مصطلح مقتبس من رد لصديق لي تعليقا على مقالة سابقة بعنوان (حمزاوي وبسمة) وفيما يلي نص التعليق:-
(فقد تحدثت بألفاظ لا تليق في مجتمع يفترض أنه صاحب عادات وتقاليد أقل ما يوصف به أنه مجتمع محافظ) ---- "بأمارة إيه؟ هل يجب أن أعدد الكلمات القبيحة والشتائم التناسلية التي يسمعها المصري من خروجه من بيته صباحا حتى عودته إلى فراشه ليلا!"
والحق يقال أنني استوقفتني عبارة الشتائم التناسلية بشدة وبدأت الأسئلة تتوافد على ذهني ومعظمها بلا إجابات مقنعة ومنها:-
 ما الدافع القوي الذي يدفع الناس كي يسبوا بعضهم مستخدمين ألفاظا معظمها له علاقة بالأعضاء التناسلية أو العلاقات الجنسية؟ وما الحكمة في ذلك؟ 
وعندما بدأت أتعمق في التفكير وجدت أن معظم السباب الذي نسمعه يوميا أو على حد تعبير صديقي "من خروجنا من البيت صباحا وحتي عودتنا إلى فراشنا ليلا" هو عبارة عن ممارسة ذكورية بالدرجة الأولى. فمن المثير للانتباه في هذه الممارسة اللغوية اليومية ذلك الكم الهائل من الشتائم التي تشير إلى المرأة بشكل عام أو لجهازها التناسلي بشكل خاص. والغريب المدهش أن النساء يستخدمن هذه الشتائم كذلك..
 والأعجب والأغرب والأدهش أن هناك من يستخدم تلك الشتائم كدليل على عمق الصداقة والمحبة ونوع من خفة الدم ورفع الكلفة. ففي أحيان كثيرة تسمع أحدهم ينعت الآخر بكلمة بذيئة من تلك التى يندلع بسببها حروب، وتسفك بسببها الدماء ثم يتضح لك أن الأمر مجرد مزحة ....
ويحضرني الآن مقولة سمعتها من أحد أساتذتي الأجانب وكان يجيد العربية إجادة تامة حيث قال:- ( هل يعلم أولئك الذين يسبون بعضهم بعضا أنهم يتحدثون لغة مقدسة، نزل بها القرأن الكريم؟!"


والله المستعان
محمد شحاتة