الأحد، فبراير 19، 2012

اختلاف الآليات


بصراحة وبدون أي مقدمات دعوني أطرح عليكم هذا السؤال:-  لماذا فشلت الدعوة للإضراب والعصيان المدني، ونجحت الدعوة لجمع الأموال استغناءا عن المعونة الأمريكية؟ أو بمعني آخر: لماذا فشلت دعوة الشباب الثوري، ونجحت دعوة الشيخ محمد حسان؟
والاجابة تتضمن كل ما يلي:-
  1. اختلاف الآليات. بمعني أن الشباب لا يعرف من الأليات سوى التظاهر والاحتجاج والإضراب والاعتصام والعصيان والكتابة على الجدران. أما المشايخ وإن كانو قد بدأوا يتعلمون هذه الأمور مؤخرا؛ إلا أن ألياتهم في الحشد (الخطب العصماء، والاستشهاد بالأيات والأحاديث، ودفع الناس للتبرع تبركا واستشفاءا وتطهيرا، ثم التباكي والاستعطاف والتهويل والوعد والوعيد والإنذار والتهديد)  ما تزال مؤثرة أكثر من أليات الشباب الثوري.
  2. التوقيت. لقد اختار الشباب التوقيت الخطأ للإضراب وللعصيان المدني، فالحالة الإقتصادية مترنحة، والحالة الإجتماعية متفككة، والناس في هذا الوقت قد سئمت، أو قد ملت، أو قد شبعت من التظاهر والاحتجاج والاعتصام.. أما المشايخ "وعيني عليهم باردة" يعرفون متى يختارون، وماذا يقولون، ومن يوجهون. وبالفعل فقد اختار الشيخ حسان التوقيت الصحيح، بعدما تواترت الأخبار عن قطع المعونة الأمريكية التي هي بالأساس حق لنا مكتوب ومنصوص عليه في اتفاقية كامب ديفيد، ولكن لجهل الناس بهذا تم استغلال الأمر لتصدر المشهد واقتناص بطولة!
  3. الهدف. كان هدف الشباب الثورجي من الإضراب والعصيان هو التسليم الفوري للسلطة في حين أن المجلس العسكري قد سبقهم في الإعلان عن موعد فتح الترشح للرئاسة لذا كان الهدف هو مجرد تحصيل حاصل لم تقنع الشعب للاستجابة. أما الشيخ فقد لعب على وتر العزة والكرامة وتعلمون جميعا ماذا يعني هذا للمصريين إن كانوا مازالوا مصريين!
  4. الاتفاق. كان يجب على الشباب أن يعملوا على كسب الاتفاق فيما بينهم أولا ثم بعد ذلك بالاتفاق مع باقي القوى المؤثرة وإذا استشعروا غير ذلك فكان لزاما عليهم التراجع. وعليهم أن يتعلموا الدرس من الشيخ حسان (ولا أدري إن كان فعل هذا مدركا أم لا) فبمجرد إعلانه عن مبادرتة ذهب للقاء شيخ الأزهر ثم رئيس الوزراء ثم وزيرة التضامن الإجتماعي!!
تلك كانت إجابة اجتهادية,,, والمؤكد أنها لن تكون نموذجية..... 

والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق