بعد يوم عمل مرهق ومن المفترض أن أعود إلى بيتي لأستريح وأريح..إلا أننى فوجئت بأحد الجيران في المنزل المقابل وقد أحضر سماعات كبيرة تسمى بالديجي وأطلق لها العنان كي تعمل في نشر الصداع والتصديع.. نعم نشر الصداع للبشر ونشر التصديع في المنزل. ولا أبالغ حينما أقول إن نوافذ الشقة تهتز من قوة ذلك الصوت. ولأن الجو بارد فقد أحكمنا إغلاق النوافذ إلا أن الصوت ما يزال لديه القدرة الكبيرة على صم آذاننا وإراهق أجسادنا وتشتييت أذهاننا وإثارة أعصابنا وتعكير أمزجتنا...
لقد أصبحت سماعات الأفراح كابوسا حقيقيا فى مصر، ومصدرا مريعا للازعاج والضوضاء.. ناهيك عن كم الأغانى الهابطة التى ما أنزل الله بها من سلطان والتى لا توجد فيما بينها أي صلة من صلات الإندماج والتجانس، فمن "الحنطور" إلى "العنب والبلح" و"بحبك يا حمار" و"ولع ولع" ثم "شارب سيجارة بنى" و"شربت حجرين على الشيشة" (أنا نفسى أعرف إزاي ها يشرب حجرين على شيشه واحدة؟؟ اللى أعرفه إن كل شيشة عليها حجر واحد)
والمثير للدهشة والداعي للعجب أنهم يستمعون إلى أغانٍ ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالفرح مثل: أغنية "دقيقة حداد" وأغنية "أنا مش عارفني" و"ياني ياني ياني مش ها اعمل كدا تاني" حد يقول كدا في فرح؟!..
إنه ابتلاء ابتلانا الله به في السنوات الأخيرة من جراء إساءة استخدامنا لمكبرات الصوت! "ليس في الأفراح فقط ولكنه موجود في الأحزان أيضا!
فكيف لنا والقضاء على هذه الظاهرة المستجدة البشعة؟ ربما بعودة الأفراح لشكلها البسيط التقليدى. أو ربما بتقليد الغرب فى جعلها بالنهار...
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق