الجمعة، فبراير 24، 2012

أبو الفتوح مفتوح الرأس!


لي تصور خاص في رئيس الجمهورية القادم. وهذا التصور يسبب لي كثيرا من الإرتباك والحيرة عندما أشاهد من عرضوا أنفسهم ليكونوا رؤساء. وتصوري هذا ينطلق من قوله تعالى : "فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ" [النجم 53/ 32]  ومن الحديث الشريف المتفق عليه والذي يقول:
عن عبد الرحمن بن سمرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير

والنهي في الآية والحديث لكل من لم يرَ في نفسه أنه سيقدر على تحمل أعباء الإمارة، كأن تكون نفسه من النفوس الضعيفة مثلا، أو أن يكون من أصحاب القلوب الرحيمة دوما، وعدم التزكية لمن يرى في نفسه أنه غير قادر على هذا ومع علمه يكابر ويصر و يترشح ويطلب الإمارة. فالإمارة تكليف لا تشريف، والحكم شاق لا يقدر عليه أي أحد، فلو علم أحدهم أنه بتوليه رئاسة شعب قد أعطاه الله همًّا ثقيلا، فإما أن ينجو بنفسه بالعدل، وإما أن يُثقل نفسه بالذنوب فيحكمهم بالجور والظلم.
وأما لماذا طلب سيدنا يوسف عليه السلام الإمارة حيث قال تعالى:
"قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم (يوسف 55 ).؟ 
فإن هذا الطلب جاء  بعد أن دعاه الملك ليأتي إليه حيث قال تعالي:- وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ . انظر فقد قال له الملك إنك اليوم لدينا مكين أمين. فهو يريد أن يستفيد من خبرته ومن علمه، فكأنه يقول له: الآن أنت لك عندنا منزلة و نريد أن نوليك.  والله أعلم

أما ما أراه اليوم من مشهد يمتلئ بمرشحين يتهافتون على الكرسي من دون أن يكون لديهم ما يؤهلهم لتولي هذا المنصب فهذا ما لا يروق لي . والعجيب أن هناك أناس قد طَلب منهم ألا يترشحوا، فأصروا، واستكبروا، وعاندوا...

والله المستعان
محمد شحاتة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق