دعونا نتفق ونعترف بأنه لن يفوز أي مرشح من المرشحين للرئاسة بهذا المنصب إلا بعد أن يأخذ صك القبول والرضا من الإخوان والسلفيين. ودعونا نتفق ونعترف ونقر بأن هذا المرشح الذي سيفوز بكرسي الرئاسة لن ينجح في إدارة شئون البلاد إلا برضا المجلس العسكري ومساعدته (على الأقل في السنة الرئاسية الأولى). لذا عندما يكون الحديث الآن عن البحث عن رئيس توافقي يرضي جميع الأطراف ويحوز على رضى جميع الأطراف الداخلية ( إخوان، سلفيين، ليبراليين) والخارجية(أمريكا ودول الخليج) أمر مهم ووارد؛ بل وواجب الحدوث.
وقد تردد في الأيام القليلة السابقة ذكر اسم الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي والذي كان وزيرا للخارجية في حكومة عصام شرف لمدة لم تتجاوز الشهرين وقد لقي قبولا واسعا لدى الكثيرين على الرغم من قصر المدة، إلا أن المواقف لا تقاس بالزمن، بل تقاس بالشجاعة .
وبقليل من البحث في تاريخ هذا الرجل، الأمين العام الحالي والوزير الأسبق، علمت أنه كان ممثل مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك إبان حرب الخليج (و أعتقد أنه ليس من باب المصادفة أن يكون الأمين العام للجامعة العربية قد عمل في أمريكا!!) ثم إنه، أي نبيل العربي حسبما قال عنه هيكل في كتابه الجديد (مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان) عديل حسين سالم المتهم بتصدير الغاز لإسرائيل.
أرى أن التوافق شئ مهم وضروري في المرحلة القادمة، ولكن الأهم من التوافق هو التوفيق.. فاللهم وَلِّ علينا خيارنا، وهيئ لهم من أمرهم رشدا، وارزقهم البطانة الصالحة، وارزقنا الصبر.
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق