استمعت اليوم لجلسة مجلس الشعب، والتى دارت تحت عنوان (أزمة الغاز) ثم اضطر رئيس المجلس للحديث عن أحداث وزارة الداخلية، بناء على عدة طلبات قدمت إليه من النواب. وكم كان الصياح عاليا، والكلام مرسلا، والتشكيك واضحا، والمداخلات في غير موضعها. والحق أقول أنه قد ساءني حب البعض لتسليط الأضواء عليه، والظهور بمظهر المناضل المكافح، حتى ولو استخدم أساليبا رخيصة في التدليل على رأيه.
ولم يخل حديث بعض المتحدثين من محاولة التفريق بين البلطجية والثوار الحقيقيين. ولم يخل حديث البعض أيضا من اتهام أناس لم أكن أعرفهم من قبل مثل (الترامادول).
وبدأت أتساءل من هو الترامادول هذا الذي يوجه إليه النائب اتهامه؟
وعلمت بعد ذلك أن الترامادول عبارة عن برشام يستخدم كمسكن للآلام الشديدة والحادة التي تعقب العمليات الجراحية، كما في حالات الإصابة بالأمراض المزمنة مثل التهابات الأعصاب و التهابات المفاصل. لكنه قد يؤدي مع تعاطي الجرعات الكبيرة الي الاعتماد الجسمي والنفسي ثم الإدمان .
وعلمت أيضا انه مع الدعاية المكثفة أصبح هناك7 شركات تنتجه الآن. لكن المشكلة الخطيرة تكمن في قيام بعض مهربي الأدوية بجلبه بكميات كبيرة من الصين وبأسعار رخيصة للغاية، مما سهل انتشاره؛ حتى أصبحت معظم الفئات الاجتماعية، وفي مختلف الأعمار من15 ـ70 تتناوله ولأسباب إدمانية مختلفة. فالبعض يستخدمه من أجل الجنس، والبعض الآخر للعلاج الخاطئ للصداع كمهدئ ، أو كمسكن للآلام أو حتي المغص. كما يستخدمه بكثرة سائقو السيارات الميكروباص والنقل بين المحافظات للتغلب علي النوم، مما يزيد من عدد حوادث الطرق بلا أدني شك.
والكارثة الكبري تتمثل في قيام بعض تجار ومروجي المخدرات بإضافة الترامادول إلي أدوية مخدرة أخري، وعمل خلطات أكثر خطورة. وهنا يحدث تفاعل مشترك ومتحد خطير بين هذه الأدوية مما يزيد من سميتها.
ولو أننى الآن موجود تحت قبة البرلمان وأُعطيت الكلمة سأقول مباشرة وبناءا عليه:-
- تشكيل لجنة لجمع ومصادرة جميع شرائط الترامادول من كافة أنحاء الجمهورية؛ حتى لا تقع في أيدي البلطجية.
- توجيه أمر مباشر إلى جميع مصانع الجمهورية لصنع ماكينة فرز تمكننا من فرز المتواجدين الأن أمام وزارة الداخلية لمعرفة من هو المتظاهر السلمي المشحون، ومن هو البلطجى الملعون..
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق