السبت، نوفمبر 12، 2011

منقوووول


يا أهلا بالإخوان !! .. غريبة


كلمة غريبة وضعتها من عندي زيادة في العنوان .. وستتفهم معناها عندما تقرأ المقالة للنهاية وترى المفاجأة التي في آخره !!
======
إذا جاءت نتيجة الانتخابات فى مصر بمثل ما جاءت عليه فى تونس منذ أيام قليلة وفاز الإسلاميون بالأغلبية فى البرلمان، فيا ألف أهلا وسهلا ويا ألف مرحب.
ما دامت الانتخابات حرة نزيهة فإن نتائجها فوق العين والرأس، ولا بد من الاحترام الكامل الآمن لإرادة المواطنين وقرار الشعب، بل لعلِّى أؤكد أن الأغلبية لو تحققت لجماعة الإخوان المسلمين إذا شاءت أصوات ملايين المصريين فإن فى ذلك خيرا كثيرا كبيرا.. لماذا؟
سأقول لك لماذا، بشرط أن تنسى حبك أو كرهك، موافقتك أو مخالفتك للإخوان وأنت تقرأ أسبابى!
أولاً: جماعة الإخوان وحزبها السياسى الحرية والعدالة جماعة متماسكة ومنظمة وذات قيادة واضحة وقدرات فى إدارة جسمها السياسى عالية ومتمكنة، وهذا ما تحتاج إليه مصر فعلا فى توقيت كل الكيانات فيه مرتبكة ومتعثرة، بل ومنفلتة أحيانا، والقيادات الموجودة على رأس الأحزاب والتيارات عاجزة عن إلجام إيقاع الفوضى فى قواعدها وتحت ضغط يومى من الانشقاق والتمرد والرفض، وهو ما يجعل رسوخ الجسم وثبات القيادة عند الإخوان عاملا حاسما فى بث الاستقرار فى الوضع السياسى المتذبذب والعشوائى.
ثانيًا: جماعة الإخوان ذات خبرة طويلة فى العمل التنظيمى ومتغلغلة فى كل أنحاء مصر فضلا عن أن أعضاءها وعناصرها من شتى الطبقات والشرائح الاجتماعية، فهى ليست جماعة محسوبة على فقراء مثلا أو أغنياء فقط أو عمال دون الفلاحين أو مهنيين دون الحرفيين، بل هى ممثلة لخريطة مصر الطبقية والثقافية، ومن ثم معرفتها بالواقع (جغرافيا وتاريخًا) وتعرُّفها تفاصيله، يجعلها ذات بصيرة غير معزولة ولا منفصلة عن الناس ومشكلاتهم وطموحاتهم.
ثالثا: إن أغلبية واضحة متحققة فى البرلمان للجماعة تسمح بوجود عمود فقرى شرعى ثابت وصلب، ووسط ما يمكن أن تخرج به النتائج المتوقعة من عشوائية وتفتت وأرخبيل منتظر من المجموعات والفلول التى قد لا تتمكن من التفاهم الديمقراطى سريعا، وتصبح قابلة أكثر للتنازع والتصارع بحكم انعدام الخبرة السياسية والنيابية، وعدم تناسب طموحاتها التى تحلم بها بإمكانياتها التى تملكها فعلا، فإننا نحتاج داخل البرلمان إلى جماعة رئيسية وضابطة تشكّل حماية لمجلس الشعب من مشكلات الهواة والحواة الذين سيدخل بعضهم حتما إلى مقاعد البرلمان.
رابعا: إن الإخوان يدعون إلى أفكار ويطرحون شعارات منذ أكثر من ثمانين عاما، وهى لم تطبَّق قط على أرض الواقع، وقد نختلف فى كثير أو قليل مما يذهبون إليه ويسعون نحوه، لكننا لا نحن ولا هم رأينا مدى فاعليته أو نجاحه أو فشله على الأرض، حيث لم ينفَّذ قط، من هنا هى فرصة للتحقق من نفعه وللتأكد من جدواه وهو حق للإخوان فى ممارسته أخيرا، فإن أفلح أثبتوا لأنفسهم ولنا قيمته ونجاعته فى حل مشكلات البلد، وإن فشل فإنها الديمقراطية، وليحاسبهم الناس فى الانتخابات التالية.
خامسا: الإخوان جماعة عانت الأمرّين وذاقت العذاب مثنى وثُلاث ورُباع فى بعض من عصر الملكية وفى الجمهوريات الثلاث، ودخل أعضاؤها السجون والمعتقلات وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والنفى وقسوة الظلم وضحوا بالغالى وبالروح أحيانا من أجل مبادئهم وأدركوا خطر وألم ومحنة أن تنتهك الحكومات الحقوق والحريات وتهتك أمان الناس وتمزق العائلات تحت هجمات العسس والعسكر والأحكام القضائية المتعسفة العاصفة بكل قيم العدل، إذن وصول الإخوان إلى الأغلبية وإلى الحكم لو حصل سيعنى أننا أمام جماعة ستحترم حرية الإنسان، فهى قد جربت الحبس وتؤمن بحق المواطن، فهى عانت من نزع الحقوق وتأبى أن تلجأ إلى ما لجأ إليه السابقون الذين طاردوهم فى الرزق والحرية والأمان، وهو يصب ختاما فى إحساس معارضى الإخوان ومنافسيهم بالطمأنينة أن هذه الجماعة لن تظلم ولن تخسف بحق ولا ترتكب جرائم هى أول من عرفت فداحة أثرها، ويحرم الظلم على نفسه من ذاقت نفسه الظلم سنينا!
سادسا: وصول الإخوان إلى الأغلبية يعطى كذلك أملا لكل تيار أو جماعة أو حزب أو حتى لفرد شعر يوما باليأس من تحقيق الحلم أو اهتزت ثقته فى الوصول إلى نتيجة لما يفعل أو حصاد لما يزرع، بأن هناك أملا ماثلا دائما وأنه لا يأس مع الحق ولا تراجع عن الهدف ولا ملل من الفشل ولا إحباط من العقبات، فالجماعة التى ظلت منذ عام 1928 تسعى كى تقود وتتمكن فتتعثر بالضربات المميتة والساحقة والعقبات الهائلة والأعباء الطائلة نجحت أخيرا. بعض من قيادات الإخوان الحاليين ظل محبوسا فى السجون اثنين وعشرين عاما، فإذا به يمكن أن يصبح حاكما أو وزيرا أو مسؤولا فى بلده يحقق فيه وبه وله ما تم سجنه وتعذيبه كى لا يفكر حتى فى تحقيقه (لا كى يحققه أصلا)، سبحان الله! إذا تحققت فعلا أغلبية الإخوان فهو درس إنسانى قبل أن يكون سياسيا!
----------------
الغريب في الأمر أن كاتب هذا المقال رجل تخصص في مهاجمة الإخوان ....
إنه ... إبراهيم عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق