السبت، نوفمبر 12، 2011

أقصر قصة قصيره




كنت أسكن مع زميل كفيف في غرفة واحدة. وكانت هذه الغرفة صغيرة جدا.. لم تكن لتحتمل أكثر من فردين وكنا نسميها بالغرفة المزدوجة.  ومن ضيق الغرفة وُضِع السريران فوق بعضهما وكنت أنام في الدور العلوي.
وما كان ليدب  بيننا الخلاف (عادة ما يحدث هذا في المدينة الجامعية) بخصوص موعد إطفاء الأنوار؛  فهو بطبعه كفيف لا يرى، وأنا بطبعي أنام مبكرا......
 ليس لتلك المقدمة أي علاقة بما سأحكيه عن أقصر قصة قصيرة سوى صديقي هذا.

فقد كان له  أصدقاء كثر من الوسط الفني (ممثلون ومخرجون وإذاعيون وأدباء). وبحكم هذه الصداقات كان يحضر صالونات الشعر والأدب.  وكان يصطحبني معه، بما أنني أهوى الشعر وأحب الأدب... وذهبنا ذات مرة الي صالون أدبي في مدينة نصر، وكان يضم هذا الصالون أدباء، وشعراء من مصر، وبلدان عربيه، كلهم ينتهجون نهج الأدب الحديث، والشعر الحر... وهذا النوع من الشعر والأدب لا أعرفه ولا يعرفني.....  فدراستي في الأزهر كان معظمها يدور حول الأدب والشعر الجاهلي.  والشعر والأدب الاسلامي، مرورا بالعباسي ،والاموي، والمملوكي، والعثماني و الاندلسي وصولا الي  أحمد شوقي ومعاصريه....

ولما وصلنا الصالون وبدأ الحضور في أخذ أدوارهم  كي يدلوا بما في جعبتهم، بدأت أستمع..
قال منظم الندوة وهو يقدم أحدهم:-
الآن مع شاعر العصر في الشعر الحر :-
ورأيتني أستمع لشعر لم أتبين له وزنا، ولا قافية، ولم أفهم منه شيئا ..... قال فيما أذكر..

مرت بعدما وقفت
ثم وقفت بعدما مرت
ولم تمر بعدها

عادت
ولما جاءت
ذهبت
وذهبنا
ثم عدنا

ومررنا بكل
ما عندنا

الحياة أنهار
بها أسرار
والسماء والقمر
والنحل والعطر
والنهر والسهل
كلها أطوار.....

ثم جاء دور القصة.  وهنا قال منظم الندوة:- والآن مع أقصر قصة قصيرة.
انتبهت جيدا؛ حتي أستمع لأقصر قصة قصيرة، والتي سيلقيها الأديب المصري.... حيث قال:-

وقفت العصفورة فوق الشجرة ....نظرت الي أعلي ...ثم هبطت..
انتهت القصه

وهنا لم أاستطع أن أتمالك أعصابي، وأصابتني هستيريا الضحك...

والله المستعان
محمد شحاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق