الاثنين، نوفمبر 14، 2011

في بيتنا فأر !! (الجزء الأول)



لم يكن غريبا أن تعيش الفئران في بيتنا...  فهو بيت قديم في وسط الأراضي الزراعية ومبني بالطوب اللبن.. ولم نكن نحن فقط من يسكنه؛ بل كانت وما تزال  تسكنه الكثير من الحيوانات والطيور من أمثال البقر والجاموس والحمير والماعز والخرفان وكذلك الدجاج والبط والأوز وأزواج من الحمام... وقد حاولنا مرارا وتكرارا ان نغري القطط كي تعيش معنا إلا أن كل محاولاتنا قد باءت بالفشل. فعلي ما يبدو لم تكن الحياه عندنا مغريه للقطط علي وجه أخص وذلك لما تمثله الفئران من مخاطر قد تؤدي الي إحراجهم أمامنا... فهذه الفئران بحجمها الكبير والتي تبدوا أنها من نوع شيطاني قد غلبت عليه جينات الفريزيان أظهرت للقطط أنها ليست فئران عاديه تؤكل من قبل قطط أصغر منها حجما....ولقد كان من الطبيعي أن تشاهد فتحات في الجدران وتحت وفوق الأبواب والنوافذ... وكنا كلما هممنا بسد أحدها وجدنا فتحات في أماكن أخري حتي استسلمنا وسلمنا بوجودهم وارتضيناهم جبرا أعضاءا مؤسسين!
 الشئ الوحيد الذي كان يؤرقني في وجودهم هو أن يأتي لزيارتي أحد الأصدقاء ممن أنعم الله عليهم ببيوت ليس بها فئران ولا يسمعون عنها الا من خلال الحكايات وأفلام الكرتون من أمثال (ميكي ماوس)...وفي يوم من الأيام أتي أحدهم لزيارتي... ومرت الجلسه بسلام، ولم يظهر فأر واحد، حتي هم صاحبي بالاستئذان وعندما ذهبت في وداعه وعند الباب وقعت قدماي علي فأر كبير الحجم بطئ الحركه فدهس وخرج منه الدماء..
ومن ساعتها كرهت الفئران ولم تعد لي طاقه لرؤيتهم أو حتي لسماع اسمهم بل و حتي ميكي ماوس كرهت  مشاهدته!!!


ومرت الأيام والشهور .. وفي يوم من أيام الشتاء البارده والتي يصحبها تساقط للأمطار، و بقدومها يأتي الخير إلا في قريتنا!! فالأمطار تسبب لنا مشكله كبيره في التنقل؛ حيت تمتلئ الطرقات بالوحل وتبتل الأسطح ...وفي عصر هذا اليوم الممطر جاءت لزيارتنا الدكتوره فيرا من دوله لاتفيا .. وبعد ان تناولنا الغداء سويا وقفنا نلقي نظره  علي البيوت والأراضي الزراعية من تحتنا... ومع خروج الفلاحيين بحيواناتهم وحميرهم وخروج الاغنام والدجاج منتشرين بعد انقطاع الأمطار وعودة الشمس ، وكانت الدهشة واضحة علي وجه الدكتوره فيرا مما دعاها ان تقول انه شئ رائع ان تعيشون في حديقه حيوان مفتوحه!! وأصرت أن نخرج لنتجول في القريه رغم كل محاولات إثناءي إياها عن ذلك ....( وياليتنا ماخرجنا)
بعدها خرجنا جميعا في جوله في القرية نتحسس في طرقاتنا أماكن لم تصبها الأمطار بعدما حمل كل منا عكازا يقيه من التزحلق وقد قمنا جميعا بالتشمير عن سيقاننا ...ولما انتهت الجولة وقد عدنا الي الشقه وأخذت النسوة في إعدا طعام العشاء وفجأة......
http://muhamadshehata.blogspot.com/ 

                                                          (وللقصة بقية...) 


والله المستعان
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق