الخميس، ديسمبر 31، 2015

تونس الخضراء 37


أفضل ما في الصلاة الثانية هو أنك تصلي صلاة العصر بعد أن تنتهي شعائر صلاة الجمعة مباشرة، صلاتان في وقت واحد. كان الأمر جديدا ومثيرا، وزادت الإثارة وقت أن أعلنت الفتاة إسلامها.  قلت لغسان: ما السر في إسلام عدد كبير من النساء الأجنبيات مقارنة بالرجال؟
-         رغبتهن في الزواج من مسلمين. أجاب غسان.
عند بابَيّ الخروج كان زحاما شديدا، لذا توقفنا قليلا في ساحة المسجد حتى يخف الزحام، كانت هناك بقايا من مياه أمطار تغطي الساحة، وكان الهواء منعشا. بالقرب من صومعة الجامع الكبيرة – صومعة تعني مأذنة- كانت هناك لوحة زجاجية كبيرة مكتوب عليها تاريخ الجامع منذ نشأته، قرأت فيها تاريخا طويلا يمكن تلخيصه فيما يلي: "كان الجامع حين إنشائه على أغلب الظن بسيطاً صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف. وقد حرص الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه، وعملوا كذلك على زيادة مساحته. ولقي اهتمام الأمراء والخلفاء والعلماء في شتى مراحل التاريخ الإسلامي، حتى أصبح معلماً تاريخياً بارزاً ومهما. و يعتبر هذا المسجد من أضخم المساجد في الغرب الإسلامي وتبلغ مساحته الجملية ما يناهز 9700 متر مربع، ومقياسه حوالي 126 مترا طولا، و 77 متر اعرضا، وبيت الصلاة فيه واسع ومساحته كبيرة، ويستند إلى مئات الأعمدة الرخامية، هذا بالإضافة إلى صحن فسيح الأرجاء تحيط به الأروقة، كما أنه يحتوي على كنوز قيمة؛ فالمنبر يعتبر تحفة فنية رائعة وهو مصنوع من خشب الساج المنقوش ويعتبر أقدم منبر في العالم الإسلامي، ولا يزال محتفظا به في مكانه الأصلي ويعود إلى القرن الثالث للهجرة أي التاسع ميلادي."

ياإلهي، أحقاً أقف الآن بالجامع الكبير؟ أحقا صليت الجمعة والعصر فيه؟ أحقا جئت إلى القيروان؟ من فضلك اضربني على رأسي يا غسان كي أتبين حقيقتي من خيالي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق