إلى القيروان...
ودّعت غسان وداعا مؤقتا على وعد بأن نلتقي
في صباح الغد لنذهب سويا إلى القيروان! أحقا ستذهب معي إلى القيروان؟ لوّح غسان بيده
وابتسم مودّعا، وعلى بُعد خطوات استدار يناديني: لاتتأخر عن الموعد، التاسعة
والنصف أمام الفندق! ثم اختفى!
لم أنم في ليلتي، أحقا سأصلي الجمعة في
جامع عقبة بن نافع بالقيروان، يالسعادتي!
ومع أول شعاع للنور يداعب غرفتي كنت قد استيقظت
وحزمت حقيبتي، ثم نزلت فتناولت فطوري، و انتظرت فودعت باقي الزملاء العائدين إلى
بلادهم، لم يبق سواي في الفندق، فلقد انفضّ المؤتمر.
مر الوقت بطيئا حتى جاء موعدي مع غسان، طوّفت في
أركان الفندق قبل مغادرته، مر أمام عيني شريط الأمس وأول أمس، هنا كنا نأكل، وهنا
كنا نجلس حيث أفضل مكان للإنترنت، وهنا التقطنا صورة جماعية، وهنا شربنا القهوة،
وهنا قاعة المؤتمر أضحت خاوية، وهنا الحديقة ومسبحها، وهنا استبدلت نقودي، وهنا
أعيد مفتاح غرفتي لموظف الاستقبال، وداعا أيها الفندق العزيز!
استقبلني غسان بمقطع صوتي سجله بصوته على
هاتفه المحمول، حدد فيه برنامج زيارتنا إلى القيروان، ولأن هذا المقطع الارتجالي
قد أعجبني بشدة، ولأنه من إذاعي متخصص مثل غسان، عمل مقدما لبرنامج إذاعي باللغة
الألمانية لمدة خمس سنوات في العاصمة تونس، فقد آثرت أن أفرغ محتواه هنا، وبكل فخر
واعتزاز أنقله إليك قارئي العزيز لتسمع معي:-
" تن تن تن، السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته، دن دن دن، أخبار العاشرة، هنا سوسة، سيداتي أوانسي سادتي: لكم نشرة
العاشرة، يقوم اليوم السيد محمد شحاتة بزيارة فوجئية إلى مدينة القيروان، وسيصحبه
في هذه الرحلة السيد غسان بلعيد، وسيكون برنامج الزيارة على النحو التالي:
ستكون محطة الضيف الأولى هي مسجد القيروان
الكبير أو ما يعرف بمسجد عبقة بن نافع، وفيه سيصلي الضيف صلاة الجمعة، بعد ذلك
سيزور الضيف الكريم المدينة العتيقة، مدينة القيروان، وجامع الأربعة أبواب،
وبرّوطه، وأماكن أخرى مثل: فسقية الماء في القيروان، وسيزور كذلك مقام الصحابي
أبوزمعة البلوي، كما ستتخلل هذه الزيارة غداءً قيروانيا أصيلا يتمثل في الكفتاجي
القيرواني، وفي المساء سيعود الضيف العزيز إلى سوسة! كانت هذه نشرة الأخبار،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق