خلف سور الجامع الكبير رأيت
ساحة كبيرة، برزت فيها عدة مقابر مطلية باللون الأبيض، وخلف هذه المقابر كانت ساحة
أكبر، إلا أنها كانت خالية من أي شئ، يفصلها عن البيوت شارع رئيسي، عبرناه فإذا
بنا أمام مطعم صغير يبيع الكفتاجي.
-
السلام
عليكم، معي ضيف مصري وأريده أن يجرب الكفتاجي. قال غسان.
-
أهلا
وسهلا بالمصري، كسكروت أم طبق؟ سأل البائع.
من خبرتي السابقة عرفت أن
كسكروت تعني ساندوتش، لذا فقد أجبته على الفور: كسكروت من فضلك.
أجلسنا البائع، عرفت فيما بعد
أنه صاحب المطعم، يعمل فيه هو وأخويه وزوجته. زوجته تجمع النقود من الزبائن،
وأخويه يساعداه في تجهيز الطعام، أما هو فعليه إعداد الطعام وتقديمه للزبائن إما
في كسكروت وإما في أطباق. ترى ما هو جمع كلمة كسكروت؟ ربما كسكروتات!
كنا نجلس على منضدة هي
الوحيدة في المطعم، أخرج لنا أحدهم زجاجتين من المياه الغازية، اخترت الكولا
واختار غسان واحدة تشبه السفن أب، كل الناس يعرفون المياه الغازية، وقليلون هم من
يعرف شيئا عن الكفتاجي.
-
ما هذا
الكفتاجي يا غسان؟
-
الكفتاجي
عبارة عن فلفل حار، و بيض طازج يقليه الرجل في الزيت سريعا، وطماطم مقطعة قطعا
صغيرة إضافة إلى بطاطس مقلية، كل هذه الأصناف يخلطها الرجل مع بعضها البعض وتقدم
ساخنة.
نظرت إلى الساندوتش (الكسكروت)
فوقعت في غرامه، بالتأكيد لن تكفيني وحدك أيها الكسكروت، حتما سأحتاج لغيرك.
تجاذبنا أطراف الحديث مع أصحاب
المطعم، كانوا ودودين للغاية. جائني شعور بأن مطعم الكفتاجي هو أقرب ما يكون
لمحلات الفول والطعمية عندنا في مصر. قال غسان: الكفتاجي هو من الأكلات الشعبية
السريعة لدى أهل القيروان.
كنت أظن أن كسكروتا واحدا من
الكفتاجي لن يكفيني، ولكن بعد أن التهمته كاملا أحسست أنني شبعت، الأكل التونسي ذو
مذاق رائع، إلا إنه حراااق إلى درجة يصعب احتمالها.
من بعيد سمعنا أصوات ترتل
القرآن الكريم، نهض غسان يدفع حساب ما أكلناه، ثم ودعنا أصحاب المطعم وتوجهنا صوب
باب الجامع الكبير، جامع عقبة بن نافع. أخيراً سيتحقق الحلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق