ثم أنهى مدير الأكاديمية كلمته برجاء وجهه
إلينا، ولم يكن لهذا الرجاء أي صلة بموضوع الأقليات بل كان مدعاة للدهشة
والاستغراب من كثيرين، وفي الحقيقة لم يكن رجاءا واحدا بل كان رجائين، الأول كان
موجها لمن نسي أن يسلم مفتاح غرفته لمكتب الاستقبال، والثاني كان بخصوص المشروبات
التى لم يدفع البعض ثمنها!
وفي ختام كلمته أشار السيد مدير الأكاديمية إلى
زميلتنا أروى التونسية أن تتقدم لتجلس أمامنا بجوار المنصة فهي التي ستدير بقية
الحوار، ولا أدري على أي أساس تم اختيار أروى التونسية دون بقية الزميلات
والزملاء، ولا أدري لماذا يصرون على إعطاء العنصر النسائي مفتاح القيادة وزمام
المبادرة. وبدأت أشعر بالتمييز، وقد تكون كلمة بدأت هنا غير مناسبة، فالحق يقال
بأن هذه المرة لم تكن هي المرة الأولى التى أشعر فيها بالتمييز خلال هذه المنحة؛
بل لقد سبقتها مرات عدة أبرزها وأهمها كانت نسبة الشباب المشارك مقارنة بنسبة
الفتيات المشاركات، فمن مصر جاءت نسبة الفتيات ضعف نسبة الشباب، فكنا ثلاثة شباب
مقابل ست فتيات، حتى قال أحدنا متهكما بأن الرجال قد أصبحو أقلية!
ولم يكن التمييز وحده هو ما شعرت به، بل
المحاباة أيضا، فأعطت أروى التونسية الكلمة لابن بلدها غسان ليكون هو أول
المتحدثين، وأخرج غسان خريطة لتونس شرح عليها أن تونس دولة إسلامية، حوالى 98%
مسلمون معظمهم من السنة على المذهب المالكي، كما أن حوالى عشرين ألف مسيحي كلهم من
الأجانب يعيشون كذلك بتونس وقد بنى لهم حوالى إحدى عشر كنيسة. وذكرت مها التونسية
أنها لا تعرف مواطنين تونسيين مسيحيين وأنها سعدت كثيرا بمعرفة زملاء مسيحيين من
مصر والأردن ولبنان.
وأعطيت الكلمة بعد ذلك لأهل المغرب ليخرج عبد الرحيم متحفزا،
وينظر إليه الحضور مترقبين لما سيقوله؛ فسؤال الأقليات العرقية في المغرب العربي يثير
حساسيات مستفزة- هكذا أخبرنى عبد الرحيم في إحدى حواراتي معه، وتأكدت من كلامه هذا
من حوارات أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق