الأربعاء، أبريل 24، 2013

القضاء الشامخ 2



(2)

وفي كتابه الموسوعى عن القضاء (نظام القضاء في الشريعة الإسلامية) تساءل  الدكتور عبد الكريم زيدان(3)  هل القضاء ضرورى للناس؟ ثم أجاب بقوله: نعم بكل تأكيد، ولذلك لم يخل مجتع قط من جهة تقضى بين الناس على أي نحو من أنحاء الحكم والقضاء، وسبب ذلك " أن الظلم في الطباع، فلا بد من حاكم ينصف المظلوم من الظالم"(4) ، ثم عرّف زيدان القضاء لغة بأنه يعنى الحكم والفصل والقطع، وأن لفظة القضاء تأتى على وجوه كثيرة منها:
1-   الوجوب والوقوع مثل قوله تعالى: " قُضى الأمر الذي فيه تستفيان"
2- الاتمام والاكمال، مثل قوله تعالى: " فلما قضى موسى الأجل" وقوله: " أيما الأجلين قضيت"
3-   العهد والإيصاء مثل قوله تعالى: " إذ قضينا إلى موسى الأمر"
4-    الأمر مثل قولة تعالى: " وقضي ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحسانا"
5-    الخلق والتقدير، قال تعالى: " فقضاهن سبع سماوات".
6-   العمل، مثل قوله تعالى : " فاقض ما أنت قاضٍ"
7-   الأداء، يقال: قضى الدائن دينه، أى أدى دينه.(5)

ثم اختار له تعريفا اصطلاحيا واحدا من بين خمسة تعريفات وضعها علماء الاصطلاح من قبل، فذكر أن القضاء اصطلاحا هو:" الحكم بين الخصوم بالقانون الإسلامي بكيفية مخصوصة" (6)

 ثم تحدث عن فضل القضاء، فذكر أنه أي القضاء إذا كان مشروعا وهو من فروض الكفايات فلا بد أن يكون من القربات في الإسلام وذا فضل غير منكور، بل وله فضل عظيم كما صرح الفقهاء، إذ قالوا أن للقضاء فضلا عظيما معللين ذلك بأن القضاء وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصرة المظلوم، وردع الظالم عن ظلمه، وإيصال الحق إلى أهله، وإصلاح بين الناس وحكم بالحق، والله يحب من يقضى بالحق. قال تعالى : " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين"(7) سورة المائدة الآية رقم 5

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(3) ولد الدكتور عبد الكريم زيدان بهيج العاني ببغداد سنة 1917 ونشأ فيها وتدرج.  تعلم قراءة القرآن الكريم في مكاتب تعليم القرآن الأهلية.  أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في الجامعة ببغداد حيث درس الحقوق وتخرج فيها. ثم التحق بعد ذلك بمعهد الشريعة الإسلامية من جامعة القاهرة وتخرج سنة 1962 برتبة الشرف الأولى.
تخصص الدكتور عبد الكريم في الفقه الإسلامي واطلع على مراجعه المهمة وبخاصة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية، كما دارس وناقش شيخ العلم في مسائل فقهية عديدة قبل وبعد التحاقه بمعهد الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.
تولى أستاذية الشريعة الإسلامية ورئيس قسمها بكلية الحقوق، ثم أستاد الشريعة الإسلامية ورئيس قسم الدين بكلية الآداب جامعة بغداد سابقاً. كما  تولى أستاذية الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية ببغداد.
تولى عمادة هذه الكلية كذلك وهو الآن أستاذ الشريعة الإسلامية بقسم الدراسات الإسلامية ودراسة الماجستير بجامعة صنعاء وبغداد.  وهو عضو في لجنة تحكيم لنيل جائزة المرحوم هائل سعيد للعلوم والآداب.
وقد نال جائزة الملك فيصل على أثر ظهور كتابه الموسوعة "المفصل في أحكام المرأة والبيت المسلم" تناول فيه الفقه على المذاهب الإسلامية المتعددة أورده في أحد عشر مجلداً. وله عدة مؤلفات أخرى أهمها " الفرد والدولة في الشريعة الإسلامية" و" أحكام الذميين والمستأمنين في دار الإسلام".
(4) زيدان، عبد الكريم، نظام القضاء في الشريعة الإسلامية، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1989، ص 7
(5) المصدر السابق ص 11
(6) المصدر السابق ص 13
(7) المصدر السابق ص 15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق