الاثنين، أبريل 15، 2013

الربيع العربي في برلين 158





لم تستغرق المسافة من برلين إلى هانوفر والتى تبلغ ثلاثمائة كيلومتر تقريبا سوى ساعة ونصف، لم أشعر معها بطول الطريق، ولا بمرور الوقت. ومن المحطة الرئيسية لهانوفر استبدلنا القطار بقطار آخر متجه ناحية الجنوب، وماهي سوى محطة واحدة  حتى نزلنا في محطة بنيت خصيصا لمعرض هانوفر الدولى للسيارات. أخبرني هننج بأنه لم يمض على بناء هذه المحطة سوى اثنتي عشرة سنة. وبدت لي هذه المحطة أفضل من محطات رئيسية لمدن كبيرة، لاسيما وأن بها كل التجهيزات الحديثة من سلالم كهروبائية وممرات سريعة أشبه بالموجودة في المطارات الكبيرة.
معرض هانوفر الدولى للسيارات
المعرض فخم، وضخم، وزخم بالمعدات الحديثة، وخصوصا بالأتوبيسات السياحية الرائعة ذات الشكل الانسيابي واللون الجذاب. كان اشتيفان يمشي بسرعة فلم يترك لى الفرصة للمشاهده ولا حتى الوقت لالتقاط الصور، ودخلنا ثلاث صالات كبار، كل منها مليء بالسيارات والمواتير وقطع الغيار، وعند نهاية الصالة الثالثة وجدنا أنفسنا أمام مبنى غريب الشكل، ظننته في البداية رسما كرتونيا، وعندما اقتربت منه علمت بأنه بيت حقيقى من طابقين وحوائطه زجاجية شفافة مائلة نحو الأرض ميولا كبيرا قد يصل نسبة الميول إلى خمسين درجة.  قلت لاشتيفان هل سندخله؟ فقال لا، فقلت: الحمد لله الذي نجانا.
وعلى بعد خطوات منه دلفنا من باب عريض فدخلنا صالة كبيرة ثم صعدنا عدة درجات حتى وصلنا إلى الطابق الثاني ومنه إلى صالة أكبر امتلأت عن آخرها برجال ونساء بدى من هيئتهم أنهم رجال أعمال. وعند الباب استقبلتنا إحدى الفتيات المنظمات للصالة فأعطت كل واحد منا بطاقة كي نعلقها  على صدورنا، فنظرت فيها فإذا بإسمي مكتوب تحته نائب في البرلمان الألماني!
وأخذنا نبحث عن مقعدين متجاورين فانتهى بنا البحث إلى الصف الأول وجلس هننج خلفنا. وبدأت أستمع لما يلقيه الرجل الذي لم أعرف اسمه، وكان الحديث عن السيارات، وعن أحدث التطورات التى وصلت إليها وطرق توفير الطاقة. ولم أكن في تركيزي الذي يؤهلني أن أستوعب أو أن أتذكر ما يقال؛ فقد كان النعاس يغلبني، وحاولت مرارا أن أتغلب عليه. ولم أجد طريقة أمامي سوى الذهاب إلى الحمام. فنمت فيه قليلا، ثم عدت فوجدت رجلا آخر قد اعتلى المنصة وأخذ في الحديث عن السيارات وتوفير الطاقة ثم عاودنى النعاس مرة أخرى! أخرجت الكمبيوتر الشخصي وبدأت أكتب فيه لعلى أطرد النوم من جفوني فلم أستطع! ويبدوا أن اشتيفان لاحظ ما أنا به فمال ناحيتي ثم قال : "لا تقلق فبعد قليل ستكون الاستراحة وسنتناول القهوة!

هناك تعليقان (2):

  1. السيد محمد شحاتة, إستمعت جدا جدا بهذه السلسلة المفيدة والقيمة والتي نفتقد لنوعيتها كثيرا في عالمنا العربي.
    نحن بحاجة إلي توثيق تجاربنا ونشرها لتكون زادا للآخرين ومرجعا لنا في مسيرة الحياة.
    أنا شخصيا أستعد للسفر إلي برلين في سبتمبر القادم وسأوثق التجربة مثلما فعلت أنت تماما.فقد كانت مفيدة لي بصورة كبيرة.
    وأرجو منك إكمال التوثيق فما زلنا في الإسبوع الثاني لزيارتك وتبقي مثلها .. في إنتظارك ولعل ما منعك عن الكتابة كثر من شهر الآن خيرا
    أخوك
    مجتبى عامر
    السودان

    ردحذف
  2. أخي العزيز مجتبى عامر
    أشكرك على مرورك الكريم، وإطرائك الحسن، وأتمنى لك التوفيق في زيارتك إلى برلين!
    سأكمل بإذن الله ما تبقى من هذه السلسلة في العاشر من هذا الشهر.... أرجوا أن تتقبل منى العذر!
    تحياتي

    ردحذف