وانتهى بنا اللقاء وأعطى مدير الأكاديمية لكل واحد منا
شهادة، واقتربت منه لأشكره فقال لى إذا ما أردتم حقا شكرنا فاذكروا الأكاديمية
بالخير عند نواب البرلمان الألماني! ووقفنا لنأخذ صورة جماعية تذكرنا بهذه الأكاديمية وتخلد لنا هذه الأيام
الثلاثة. ثم صعدنا الأتوبيس مودعين زانكلمارك إلى برلين. وبدى السائق أكثر هدوءا
من ذى قبل، فارتسمت على وجهه ابتسامة الرضا، وشممت منه رائحة العطر عند إلقائي
التحية عليه!
واخترت أن أجلس في مؤخرة الأتوبيس كي أختلى بنفسى،
وأتأمل في سحر الطبيعة على جانبى الطريق. ورأيت أندريه اللبناني وقد أخذ يتحرى
الأبقار محاولا التقاط صورا لها وهي ترعى في الحقول والمراعى. ياليتنى كنت بقرة
مثل هذه الأبقار، أستمتع بهذه الطبيعة، ولا أفكر في طعام أو شراب، وأنااااام. نفسى
أنام!
ويبدو أن أندريه
قد أعياه التعب مثلى فجلس بجواري وأخذ يتحدث إلىّ عن تسامح الدين المسيحي، ولا
أدرى لماذا تحدث معى أندريه في هذا الموضوع دون غيره؟ّ! وتركته حتى أكمل حديثه ثم قلت
له بأن الإسلام كدين نادى أيضا بالتسامح فقد قال الله تعالى في سورة آل عمران:
" ... والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" ولأن
طبائع الناس مختلفة منهم من يمكنه التحكم في نفسه وكظم الغيظ، ومنهم من لا يستطيع
فعل ذلك، بل ولا يرضي سوى القصاص بديلا، لذا فلم يهمل الإسلام هذا الجانب بل عالجه أيضا معالجة عادلة، فقال تعالى في سورة
البقرة "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب". وهنا تدخلت هبة العقاد فانقطع الحديث عن التسامح
لنبدأ حديثا آخر عن الأزهر وما يمر به وما يحتاج إليه من تطوير وتحديث حتى يمكنه مواكبة العصر، واتفقت
معها في الرأي وقلت لها إن الأزهر كمؤسسة أصابها الفساد كما أصاب كل المؤسسات
الحكومية في مصر. وأنه لا سبيل لتطويره إلا من خلال اعتباره مؤسسة مستقلة، ومن
خلال إعطائه الدعم المناسب. وانتقلنا من الحديث عن الأزهر إلى أحاديث أخرى كثيرة
أهمها أننا نريد أن نفعل شيئا في المستقبل، ففكرنا في إنشاء جمعية يكون لها فرع في
كل دولة عربية، وأيضا بإنشاء موقع على الإنترنت يجمع أفكارنا ويطور من خبراتنا،
وانضم إلينا عبد الله الأردني وظللنا ننتقل من موضوع لآخر حتى توقف بنا الأتوبيس
لاستراحة قصيرة قبل أن نصل إلى برلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق