الاثنين، أبريل 08، 2013

الربيع العربي في برلين 154




وتجاوز حديث أندرية الوقت المحدد له، فالأقليات في لبنان كثيرة، والمجموعات السياسية أكثر وأكثر. وقد سمعت عبد الله الأردني ذات مرة يتحدث عن هذا الأمر متهكما بقوله: " كل ثلاثة في لبنان يشكلون حزبا أوحركة، حركة 17 آزار، وحركة 18 مارس و حركة أيلول، وحركة شباط، حتى أنه لم يعد هناك تواريخ تسع لحركات جديدة !!!) وعلى كلٍ فقد جاء عرض أندريه مرتبا ومنظما، وجاء شرحه بسيطا وواضحا ومفهوما. واعتلت بعده مها الأردنية لتتحدث عن الأقليات في الأردن، فذكرت أن العرب يشكلون الغالبية العظمى من السكان، ثم إن هناك أيضا مسيحيون، وسريان أرثوذوكس، وأقباط ، وآشوريين ، وأرمن، وشيعة ودروز، وشركى، وشيشان.


وكانت المحطة الأخيرة من نصيب المصريين ليتحدثوا عن الأقليات في بلدهم، ورأينا أن أفضل من يتحدث عن هذا الموضوع لابد وأن يكون واحدا من هذه الأقليات، وقدمنا رامز بصفته مسيحي قبطي يعيش على أرض مصر. وبدأ رامز حديثه بقوله " أنا مسيحي الدين ومسلم الثقافة، وأضع القرآن بجوار الإنجيل على رف واحد وأحترمه كما أحترم الإنجيل تماما، ولى علاقات كثيرة مع المسلمين لاسيما وأننى قد تربيت في بيت جارتنا الست "أم ولاء"، إلا أنني أشعر كمسيحي بأني مضطهد في مصر، وأن هناك تمييزا واضحا بين المسلمين والمسيحين في أمور كثيرة أهمها الوظائف العامة. وضرب رامز مثالا لهذا الاضطهاد ذكر فيه أنه تقدم بأوراقه حوالى خمس مرات للحصول على وظيفة، إلا أنه لم يحالفه الحظ في واحدة منها؛ بل ودائما كان يأتى الرفض من دون إبداء أي أسباب. كما أن رامز يرى أنه لا توجد ضرورة لوجود خانة الديانة في استمارات التقديم لشغل أي وظيفة، فما علاقة الدين بالعمل! ويرى رامز في وجود آيات من القرآن في كتب اللغة العربية دون آيات من الإنجيل تمييزا واضحا، يجبر التلاميذ المسيحين على تعليم مالا يرغبون في تعليمه. وذكر أيضا أن المدرسين كانوا يرسلون التلاميذ المسيحيين إلى الملعب في حصص الدين الإسلامي، وتساءل رامز: لماذا لا تكون مادة الدين كمادة الأخلاق التى تدرس في الخارج؟ ثم ذكر كذلك أنه تمنى أن يكون لاعب كرة قدم مثله في ذلك مثل بقية زملائه، إلا أن ديانته المسيحية واضطهاد المدربين المسلمين له كان سببا في عدم تحقيق هذه الأمنية!
وأراد رامز أن يسترسل في الحديث إلا أن أروى التونسية، أشارت إليه أن ينهي حديثه سريعا؛ فوقت الغداء قد حان ولابد وأن نسرع! واضطر رامز لاختصار كلمته التى لم تستغرق سوى ثلاث دقائق. وشعرنا كمصريين بالمحاباة!
وبعيدا عن المحاباة وبعيدا عن التمييز، وعودة إلى موضوع الأقليات الذي أخذ من الزملاء وقتا وجهدا كي يبحثوا ويدققوا ويعرضوا أقليات بلادهم، فأود لو سجلت رأيي في موضوع الأقليات هذا، فأنا أرى أن الجميع يرون كلمة أقليات كلمة سلبية، ويقرنونها دوما بالاضطهاد والمآسى. فإذا ما ذكرت كلمة أقلية انطبع في ذهن الناس بأن هذه الأقلية حتما تعاني من الاضطهاد، وتعامل معاملة سئية، في حين أنه لو نظرنا إلى أشهر الأقليات في العالم لوجدناها تعيش في أفضل الأحوال وأهنئها، فما الأغنياء إلا أقلية، والبيض في جنوب إفريقيا كانو أقلية، والدول التى تتحكم في العالم أقلية، واليهود أقلية، والدانماركيين في ألمانيا أقلية، والانجليز في مصر كانو أقلية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق