السبت، أبريل 13، 2013

الربيع العربي في برلين 156




الإثنين 24 سبتمبر

"مجبر أخاك لا بطل" هذا المثل يصف حالتى بوضوح، فما كان استيقاظى في الخامسة من صباح اليوم عملا بطوليا، بل هو إجبار واضطرار؛ فموعدى مع النائب اشتيفان كون في محطة برلين الرئيسية هو السابعة والنصف، وينبغى ألا أتأخر؛ فالقطار المتجه إلى هانوفر سينطلق في الثامنة إلا الربع!
يا إلهى خمس ساعات هي نصيبى من النوم في ليلتى الماضية، فبالأمس كنا في زانكلمارك في أقصى الشمال بالقرب من الدانيمارك، واليوم سأسافر إلى هانوفر. أحب السفر كثيرا، ولكني أحب النوم أيضا. أريد أن أنام، و أريد أيضا أن ألحق بموعدي، ما أصعب الخيارين، معذرة أيها النوم!
وبصعوبة بالغة استطعت أن أفتح عيناي، ثم بصعوبة أبلغ استطعت أن أصنع لنفسي كوبا من الشاي عله يساعدني على الاستيقاظ، وارتديت ملابسي ثم خرجت. كان الجو شديد البرودة، ولم أكن أرتدي سوى بدلة خفيفه، لم تستطع أن تصد عني زمهرير الصباح، ولا أن ترد عنى هبوب الرياح! ياليتني أحضرت معى الشال! تبا للرسميات!
وصلت محطة برلين في حوالى السابعة وعشر دقائق، فاستثقلت الوقت المتبقي، وندمت على عدم استغلاله في النوم، ثم أخذت أتجول على الرصيف ذهابا وإيابا لعل الوقت يمر، ولكي أتقى شر البرد أيضا، ولم يجدي المشي شيئا، فجلست حيث المكان الذي حددته لى سوزانا في الإيميل. وأخرجت الورقة المكتوب عليها تفاصيل اللقاء وقرأتها مرة أخرى: " ستلتقي باشتيفان وهننج في السابعة والنصف على الرصيف رقم 6 بين الإشارتين A" و D " وسيعطيك هننج تذكرة القطار من برلين إلى هانوفر والعكس"!  وقلت لنفسى ماذا لو يعتذر اشتيفان عن هذا اللقاء، سأعود من فورى إلى البيت لأنااام.
وظلت عيناي تائهتان بين النظر في ساعة المحطة وبين متابعة المارة الذين يصعدون على الرصيف، حتى وصل عقرب الساعة إلى السابعة والنصف فنهضت من مكانى نهوضا لا إراديا، واتجهت نحو السلم المؤدي إلى الرصيف وانتظرت هناك خمس دقائق فلم أرى النائب ولا مساعده، فعاودت النظر في الورقة التى كتبت فيها التفاصيل وقرأتها مرة أخرى، ثم نظرت على اللوحات وتأكد لى وقوفي في المكان الصحيح، وانتابتنى الشكوك، هل أتصل بسوزانا؟!
ودق جرس هاتفي برقم غريب، فكان المتصل هننج، وأخبرنى بأنه يقف في المنطقة "G" فأسرعت إليه فإذا به يقف وحيدا، فسألته عن النائب فأخبرنى بأنه على وصول!
وهننج هذا غير هننج الذي كان معنا في زانكلمارك، ذلك الفتى المثقف الوسيم الذي يدرس وسائل المواصلات ويعرف عنها الكثير ويعمل مع النائب اشتيفان ثلاثة أيام في الأسبوع. أما هننج الذي أقف معه الآن فيعمل مع النائب بصفة دائمة وينوب عنه أحيانا في حضور المؤتمرات والندوات والحفلات، ويصحبه أيضا في المعارض واللقاءات. ووقفت أتحدث معه لدقيقتين حتى وصل اشتيفان مع وصول القطار المتجه إلى هانوفر فركبناه جميعا واتجهنا مباشرة نحو المطعم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق