السبت، أبريل 06، 2013

الربيع العربي في برلين 150



وهنا جاء في ذهني ما يلى: ألم يكن الله قادرا على أن يخلقنا جميعا متشابهين، أو أن يخلقنا وعلى رؤسنا الطواقي الجاهزة المتشابهة أو حتى المختلفة؟! إلا أنه سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين في كل شئ، في الشكل، والجسم، والنوع، واللون، واللغة، والذكاء، والنشاط، والمشاعر، حتى أن بصمة الأصابع مختلفة، وحدقة الأعين لا تتكرر! أليس في الأمر حكمة؟
وانتهت الأسئلة وانتهى معها اللقاء، وانتبهت من تأملاتي وسرحاني، وانصرف الرجل، فانصرفنا لتناول القهوة ثم عدنا لحضور آخر فقرات البرنامج، فعقب هذه الفقرة مباشرة سنشد الرحال عائدين إلى برلين. واعتلى المنصة مدير الأكاديمية فتحدث بإيجاز عن الفقرة الأخيرة وما سيدور فيها، فذكر أن على أعضاء كل بلد من البلدان العربية أن يقوم بالحديث عن الأقليات الموجوة في بلده وعما يواجهها من مصاعب وما ينتظرها من تحديات، وبدأ هو بنفسه فتحدث إجمالا عن الأقليات في ألمانيا وما يلى اختصار لما قاله:
"يوجد في ألمانيا أربع أقليات وطنية هي: الأقلية الدنماركية، وجماعة الفريزيين الألمانية، وجماعات السينتي والروما الألمانية (الغجر)، والشعب الصوربي. وتحظى لغات هذه الأقليات –اللغة الدنماركية، اللغة الفريزية الشمالية واللغة الساترفريزية، ولغة الروما واللغة الصوربية- بالدعم وذلك طبقا للميثاق الأوروبي للغات الإقليمية ولغات الأقليات والذي صدقت عليه ألمانيا في عام ١٩٩٨.
ويقيم الدانماركيون ممن يحملون الجنسية الألمانية والذي يقرب عددهم من خمسين ألفا في منطقة شليزفيغ في ولاية شليزفيغ هولشتاين. ويشكلون هناك إحدى الأقليات منذ الحرب التي خسرتها الدانمارك في عام 1864. أما الفريزيون فهم كشعب مقيم في المنطقة الساحلية على بحر الشمال ومعروفون منذ بداية التاريخ الميلادي تقريبا (في بادئ الأمر في غرب فريزيا في هولندا وفي شرق فريزيا في ألمانيا). وقد هاجر الفريزيون إلى شمال فريزيا في القرن السابع الميلادي وإلى ساترلاند في الفترة بين 1100 و 1400 ميلادية.
 وقد ورد ذكر قبائل السينتي والروما بشكل واضح في الوثائق التاريخية في ألمانيا منذ القرن الرابع عشر الميلادي. ويقطن أبناء أقلية السينتي والروما ممن يحملون الجنسية الألمانية والذين يقدر عددهم بنحو سبعين ألفا في تجمعات في المدن الكبرى بالتحديد وكذلك في المدن الصغيرة في جميع أنحاء ألمانيا. أما الصوربيون فقد هاجروا بدءا من عام ستمائة بعد الميلاد تقريبا إلى الإقليم الذي هجره الجرمان والذي يقع إلى الشرق من نهري إلبه و زاله. ويقيم اليوم في منطقة لاوزيتس السفلى بولاية براندنبورج ما يقرب من العشرين ألفا من أهل صوربيا السفلى وفي منطقة لاوزيتس العليا (ولاية ساكسونيا) ما يقرب من أربعين ألفا من أهل صوربيا العليا. ولكل من الأقليات الوطنية الأربعة حياة ثقافية ثرية في مؤسساتها، والتي تحظى بالدعم المادي لها من قبل الحكومة الاتحادية وكذلك من حكومات الولايات."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق