أعيش في بحر من الكراهية، بل إن شئت
فقل في محيط من الكراهية، محيط أمواجه عاتية، وظلماته مركبة، وأعماقه بعيدة، ولا
وجود في الأفق لشواطئه الآمنة! أعيش في مصر!
الجميع من حولى يكره بعضه بعضا،
الجميع يتربص بالجميع وللجميع، يحملون في قلوبهم مخزونا لا بأس به من الكراهية،
الكراهية التى أعمتهم عن رؤية الشئ الجميل، هم لا يرون سوى القبيح من الأشياء، لا
يرون سوى العيوب، ولا يذكرون سوى المساوئ، ولا يتحدثون إلا عن النواقص والمسالب!
انقسام حاد يعيشه المجمتع من حولى،
في البيوت انقسام، وفي الشوارع انقسام، في العمل انقسام، وفي دور العبادة انقسام،
في الأمل انقسام، وفي الرجاء انقسام!
ليس هناك هدف يوحد الجميع أو يتوحدون
من أجله، كل يرى الأمور من وجهة نظره هو فحسب!لا أمل في الاتفاق، ولا سبيل عن الاختلاف
والتضاد!
لا أحد يستمع إلى الآخر، ولو استمع
فهو استماع بلا تركيز، وإنصات بلا نتيجة، وتضيع وقت، وتكبير دماغ!
المجتمع من حولى أصبح بيئة غير صالحة
للحياة الآدمية، البقاء فيه سيؤدي حتما إلى أمرين لا ثالث لهما: إما الجنون، وإما
الجنون!
لا أريد أن أجن، أريد أن أستمتع
بعقلى أبدا ما حييت، أريد أن أستمتع ببلدي، بأسرتي، بشارعي، بعملى، بمسجدي، أريد
أن أستمتع بحياتي! فهل لى إلى ذلك من سبيل؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق