... ويبقى المترو أفضل وسيلة نقل للبنى آدمين
داخل القطر المصرى، فبرغم جميع مساوئه، وبرغم جميع روائحه، وبرغم الزحمة والإهمال؛
إلا أنه أفضل بكثير من الميكروباص، فلا تسمع فيه أغانى المهرجانات التى يجبرك
سائقو الميكروباصات على سماعها، ولا تدخل في مشاجرات يومية بسبب ارتفاع الأجرة،
والأهم من ذلك كله، إنعدام شبكة التليفون المحمول بداخله!
"وطي الصوت شويه والنبي يا
أسطى!" فرحت كثيرا لهذا الطلب، وأسندت ظهرى على الكرسى، ووضعت رأسى على يدي
واستسلمت للنوم! أخيرا يوجد أناس إيجابيين في هذا المجتمع، لقد ظننتهم رحلوا! وما هي
سوى لحظات قليلة تفصل بين نداء السيدة على السائق بأن يخفض صوت الكاسيت، وبين مكالمة
تليفونية جمعت بينها وبين أحد معارفها قصت عليه حياتها وحياة أصدقائها وجيرانها
وجميع أقاربها! يا ليتها ما طلبت من السائق أن يخفض من صوت الكاسيت، وياليت السائق
لم يستجب لطلبها؛ فلا شك أننى كنت سأنام على صوت الكاست برغم ارتفاعه، فقد تعودت
عليه! أما صوت هذه السيدة الذي ينخفض أحيانا ويرتفع أحيانا أخرى، ويذكر تفاصيلا
دقيقة، وأخبارا تافهة، وحكايات من هنا ومن هناك، فقد أصابنى بصداع، كاد يفتك بها
قبل أن يفتك بي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق