يرى كثيرون أن ظهور بعض التسريبات
التى تقوم بنشرها شبكة رصد الإخبارية تباعا، لهو دليل قوي وواضح على أن ثمة صراعات
موجودة بين قوى مختلفة داخل المؤسسة العسكرية، الأمر الذي قد يتطور مع مرور الوقت
والأحداث ليؤدي إلى حدوث انشقاقات في هذه المؤسسة العريقة، وهو ما أخشاه ويخشاه كذلك
الكثيرون مثلى، فمهما حدث من تجاوزات من هذه المؤسسة فلا نريد لها الانشقاق ولا نحبذ فيها الانقسام!
بينما يرى البعض الآخر -وأنا منهم-
أن هذه التسريبات ليست سوى دليل واضح على أن مؤسسات الدولة جميعها ومن دون استثناء
قد أصابها العطب، ونخرها السوس، وظهرعلى جدارنها علامات التصدع، فباتت مخترقة ممن
يصفهم المثل الشعبي ( إللي يسوى واللي ما يسواش)!
وبينما يرى الكثيرون أن ظهور مثل هذه
التسريبات له فوائد عديدة تصب في صالح معارضي الانقلاب العسكري بالأساس، من حيث
كونها كاشفة ومحبطة لمخططات "الفريق أول عبد الفتاح السيسي"، ومورقة
ومربكة له وللعاملين معه ولللمؤيدين له ولخارطة طريقه؛ فتجعلهم في موقف الدفاع عن
أنفسهم لوقت طويل، ثم إنها مشجعة ومحفزة لمعارضى الانقلاب على مواصلة التظاهر
والاحتجاج!
وقد أتفق مع هذا الفريق في كون
التسريبات كاشفة ومحبطة ومؤرقة ومربكة للفريق أول والعاملين معه، إلا أننى لا
أراها نصرا عظيما وفتحا مبينا للمعارضين، بل وأخشى أن تكون هذه التسريبات نذير شؤم
على المعارضين أنفسهم، فيزداد معها البطش والتنكيل من جانب السلطات القائمة، ويهدأ
الحماس ويقل معه الاحتجاجات من جانب المتظاهرين والمحتجين!
وعلى كلٍ فنفع هذه التسريبات أكبر من
ضررها، في ظل عدم وجود الشفافية التى نعرف بها ما يدور في تلك الغرفات المغلقة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق