الدارس للفقة
الإسلامي المتعمق فيه يعلم حق العلم بأن هناك فقها للواقع، وفقها للأولويات وفقها
للأقليات، وفقها للعامة وفقها للخاصة، وهناك أنواع أخرى من الفقة تختلف باختلافات
المكان والزمان والمناخ والأشخاص والأمزجة. يعني إيه؟
سأعطي أمثلة :
مثال على فقة
الأولويات
الجميع يعلم
أن صلاة الجمعة فرض وأنه على المسلم أن يؤديها في جماعة، فهب مثلا أن مسلما أخذ
سيارته وذهب ليصلي الجمعة في المسجد وهو في طريقه وجد إنسانا غارقا في دمة وملقى
على الأرض فما الحكم؟ هل يواصل سيره للمسجد ويترك الرجل يموت، أم عليه إنقاذ النفس
وتأجيل الفريضة؟ الجواب لك..
مثال على فقة
الواقع
الجميع يعلم
أن المسلمين كانوا مضطهدون في صدر الإسلام في مكة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يمر بآل ياسر فيقول لهم صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ... ولما هاجر المصطفى
صلوات ربي وسلامه عليه إلى المدينة واستتب له الحكم فيها وسمع بأن امرأة مسلمة قد
كٌشفت عورتها من يهودي من بني قريظة ماذا فعل؟! هل قال صبرا أيتها المرأة فإن
موعدكي الجنة ،أم أنه جيش الجيوش وحاصرالقرية حتى انتصر لها؟.... إنه فقه الواقع
مثال على فقة
المكان
صوم رمضان في
المناطق التى تطول فيها ساعات النهار وإباحة الإفطار قبل غروب الشمس ( مثال واضح
أليس كذلك)
أما بخصوص
مسألة الربا فيكفي أن تعلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع ربا العباس في
حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة أي بعد أن اكتمل الدين وتهيأت أركان الدولة
لاستقبال الإقتصاد الإسلامي وانظر ماذا قال عليه الصلاة والسلام مخاطبا الناس في
حجة الوداع:
(أيها
الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد- فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من
ائتمنه عليها.
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب. وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد...)
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا. وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب. وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد...)
الشاهد في الأمر أن الأمور الإقتصادية المتداخلة بين الناس مسلمها
ومسيحها، وبين الدول شرقها وغربها رأسمالها واشتراكها أمور معقدة تعقيد شبك
الصيادين و ملفوفة لف الكرنب لا يمكن حلها بين يوم وليلة، لذا علينا أن نصبر قليلا
حتى تستتب الأمور...
والله أعلم
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق