لم يمر على مصر منذ أن وحدّ قطريها
الملك مينا - رحمه الله - عام أسوأ من العام الذي حكم فيه الدكتور مرسى وجماعته،
عام حُق لنا أن نسميه باقتدار "عام الفاشية الدينية"؛ فهوعام تحولت فيه
مصر من دولة ذات حضارة وتاريخ، إلى دولة ذات خرّارة وتجريح، تأذى منها القاصى
والداني!
عام واحد ووحيد حكم فيه مرسى وجماعته
مصر الكنانة، افتتحه بإعلان دستوري حصنه من الطعن عليه، ظنا منه أنه بذلك سيحمى
الثورة من مؤسسات الدولة العميقة، ثم تبعه بإصدار دستور إخواني جعل فيه الدين
الإسلامي دين التشريع، وحرَم البهائيين والبوذيين من حقهم فيه، وجعل من الدولة
رقيبا على أخلاق الناس وتصرفاتهم، ثم طرحه على المغيبين من جماعته فصوت له 64%
بالإيجاب!
في هذا العام اضطرت الفتيات والسيدات
أن يرتدين الحجاب، وأجبر الشباب والرجال على إطلاق لحاهم، وصار الجلباب زيا رسميا
للرجال والنساء والأطفال، وتغير النشيد الوطنى من بلادي بلادي إلى دينى دينى،
وأصبحت التحية الرسمية هي " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، ومن يحيي
الناس بتحية أخرى، يُضرب سبع وعشرين سوطا بعدد حروفها، وألغيت الألقاب، فلم يعد
الناس يستخدمون لقب: دكتور، ومهندس، وأستاذ، بل صاروا ينادون بعضهم بعضا بـ (يا
أخي، ويا أختى) ويذكرون غيرهم بـ (الأخ فلان، والأخت فلانة)، ومنعت النساء من
قيادة السيارة!
في هذا العام أغلقت البنوك الربوية،
وحل محلها الصكوك الإسلامية، وتغيرت أسماء المحلات والمولات من أسماء أجنبية إلى أسماء عربية إسلامية، فلم يعد هناك كارفور
ولا هايبر ولا سبنيس، وازدهرت محلات مؤمن، ومسلم، والعارف بالله، والإخواني
الطيب!
في هذا العام أغلقت الكباريهات، والملاهي
الليلية، والكازينوهات، ومنعت الخمور من الفنادق، وأجبر السياح على شرب الفخفخينا،
وعصير القصب، والسحلب، لكون الأخير مشروب الفطرة السليمة!
في هذا العام ألغيت المسلسلات
الخليعة، وحل محلها المسلسلات الدينية، لأعلام الإخوان من أمثال: البنا، والهضيبى،
وسيد قطب! وأغلقت معها قنوات العرى والرقص، وباتت الأناشيد الإسلامية مقررة على
سائقى الميكروباص والتوكتوك!
في هذا العام تم القبض على جميع
الفنانات المصريات والعربيات الموجودات داخل القطر المصرى، وأُودعوا السجون
والمعتقلات، بدعوى أنهم ارتكبوا فواحش كثيرة! وصار للخطباء والوعاظ مكانة كبيرة في
المجتمع اقتربت من مرتبة القداسة، فلا يحق لأحد أن يتحدث عنهم إلا بالخير وبجميل
القول!
ولما اقترب العام من نهايته ضاق
الناس ذرعا بما رأوه من فاشية دينية قاسية، تغير فيها وجه مصر الجميل، حتى صار
وجها قبيحا عبوسا! ساعتها ثار الناس ثورتهم ليتخلصوا من هذه الفاشية الدينية
الإخوانية، ولسان حالهم يقول: نريد من يحنو علينا!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق