الأحد، نوفمبر 03، 2013

الحرية في زمن السيسي!



مات فرعون مصر "مينا" وفي صدره شئ، ذلك أنه بعد أن وحد قطريها أراد أن يؤسس دولة ديموقراطية عظيمة، ينعم المصريون فيها بحريتهم كاملة غير منقوصة، وتكون قدوة ومثالا يحتذى به في سائر الأمم؛ إلا أن الأجل كعادته لم يمهله، فمات الفرعون دون أن تتحقق أمنيته، ودون أن ينعم المصريون بعده بالديمقراطية والحرية. ومرت سنوات وسنوات، بل إن شئت فقل قرونا وقرونا، حتى جاء الوقت الذي تحققت فيه أمنية الفرعون الأول على يد خليفة له يدعى السيسي!
في زمن السيسي، وعلى الرغم من مدة حكمه القصيرة، أشهر معدودات، شعر الناس فيها بالأمن على أنفسهم وممتلكاتهم، فاستقرت أوضاعهم، ونمت تجارتهم، وازدهرت صناعتهم، وراجت بضاعتهم، فأبدعوا في المجالات كافة، فعمَّ الرخاء، وقلَّ الوباء، وزاد الثناء!
في زمن السيسي صار الجميع أحرارا، يعبرون بحرية عن آرائهم، فينتقدون من يرونه يستحق النقد، ويشكرون من يرونه يستحق الشكر، ويسدلون النصيحة لمن يحتاج إليها، ويتظاهرون وقتما شاءوا، ويعتصمون ويُضرِبون ويعصون كيفما شاءوا ووقتما أرادوا، و من دون أن يفض لهم اعتصام، أو ينهى لهم إضراب، أو يفسد عليهم عصيان!
في زمن السيسي أغلقت السجون، وهدمت المعتقلات، وألغيت المحاكمات العسكرية، ولم يعد هناك مساجين رأي أو فكر.
في زمن السيسي تضاعفت أعداد القنوات الفضائية، وبرامج التوك شو، والبرامج الساخرة، وزاد عدد المجلات والصحف الورقية، وحلت الصحف المعارضة محل الصحف القومية التى لم يعد لها أثرا ولم يعد لها وجود!
في زمن السيسي حمل المعارضون لوحات صفراء، مرسوم عليها يداً بها أربعة أصابع، فلم يعترض عليهم أحد بقول أو فعل!
في زمن السيسي هبت نسائم الحرية من كل مكان، واستشعر المواطن بكونه هو الحاكم بأمره، وأن صوته له قيمة كبيرة؛ به يمنح السلطة لمن أراد، وبه يمنع السلطة عمن أراد!
في زمن السيسي أصبح للشفافية قدرها، فاختفت التسريبات، وتلاشت الانفرادات، واندسرت الإشاعات؛ وأحس الناس بقيتمتهم ومكانتهم!
في زمن السيسي هتف الناس (تسلم الأيادي) ، ورددوا (السيسي عمهم وحارق دمهم)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق