الثلاثاء، يناير 19، 2016

تونس الخضراء 44


إلى تونس العاصمة...
كان القطار مزدحما بشكل غير طبيعي، بالكاد وجدت موضع قدم لي ولحقيبتي، وقفت أتحدث مع رجل تعرفت عليه أثناء انتظارنا القطار، كنت مجهدا، متعبا، أريد أن أنام، وكان الرجل كثير الكلام، حكى لي عن عمله كمهندس ميكانيكا في ألمانيا لعدة سنوات، ثم عن عودته لتونس بعد الثورة، ومن ثم رحلة بحثه عن عمل كانت نتيجتها أن يعمل نقاشا باليومية. كنت أحاول أن أبدو متأثرا لكلامه، وكنت أهز رأسي موافقا إذا كان الكلام يحتاج لموافقة، ورافضا إذا كان الكلام يحتاج لرفض، بينما لسان حالي يقول: أرجوك، اتركني وشأني.
في هذا الزحام الخانق رن هاتفي، كان منير، أخبرته أنني في القطار وأنها مسافة السكة، وسمع مكالمتي شباب هائجون، فالتفتوا نحوي سائلين: الأخ مصرى؟
أومأت برأسي موافقا ثم اصطنعت ابتسامة، قال أحدهم: عادل إمام، ههههه، وأطلق ضحكة مدوية، انتبه إليها جميع من في العربة، وأحسست أن الأنظار كلها تتجه نحوي، بل لقد توجهت نحوي بالفعل، وانضم إلى الشاب شباب آخرون، وانهالت عليّ الأسئلة: من أين أنت في مصر، ولماذا جئت إلى تونس، وما رأيك في تونس؟ ورأيتني عاجزا عن الرد، أود لو تنشق بي عربة القطار فأختفي أو يختفون. وحمدت الله أن توقف القطار فحدثت جلبة وتفرق الجمع، ووجدت مكانا لأجلس فيه.

ظننت بجلوسي أن الأمر سينتهي، إلا إنها دقائق وجائني اتصال آخر، كان هذه المرة من الأخ محمد رباح يطمئن على حالي، أخبرته أن كل شئ على مايرام، وأنها دقائق وألتقي بأخينا منير، وانتهت المكالمة، وعلى الرغم من محاولتي الحديث بصوت منخفض الإ إنني سمعت من خلفي أصواتا نسائية تضحك، ههههه، مصري!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق