الأحد، أغسطس 10، 2014

الأخلاق في القرآن 8



 تابع 1- خلق طهارة النفس


ولطهارة النفس أثر كبير على المجتمع بأكمله، فإنها إن وجدت في المجتمع المسلم؛ فإنّها وحدها من أعظم وسائل الدعوة إلى دين الله، فإنّ الناس إذا رأوا جمال خلق المسلم وحسن معاملته وأدبه وطيب كلامه؛ ينجذبون إليه ويميلون إلى دينه الذي تربى عليه، وأوصله إلى هذا الجمال والرُّقيّ، فالإسلام دخل كثيراً من البلاد - كشرق آسيا وبعض إفريقيا - بأخلاق تجار المسلمين وحسن معاملتهم وصدقهم. ولا يمكن أن تقوم حضارة راقية إلا على معاملة طيبة وأخلاق راقية، وكل حضارة تنقصها الأخلاق والمعاملات الصالحة فهي مهددة بالزوال. وأذاها لشعوب الأرض وإفسادها وتهديدها بالدمار، سيكون أكبر من الخيرالذي تقدمه أو تسعد به البشرية.[1]
ولطهارة النفس كذلك أثر كبيرعلى المجتمع من حيث التراحم والتكافل والمؤازرة على الخير والتعاطف، فعندما تسكن القلوب وتطمئن ينتج فيما بينها تراحم، فتتكافل وتتآذر، ومن ثم تتعاطف، قال صلى الله عليه وسلم ـ من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما:- "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"[2]. وقد وصف الله عباده بالتواصي بالرحمة، فقال: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)[3]
وعندما تستقيم النفوس على طاعة الله سبحانه وتعالى، ويعرف كل إنسان حقه وواجبه، وتعمر قلوب المؤمنين المحبة الخالصة لله ورسوله والرحمة والشفقة على العباد، ويسود التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع، فسيهنأ المجتمع بحياة كريمة. أما إذا انتشرت المعاصي في المجتمع ببعد أفراده عن طهارة النفس فسيكون هذا سببا لعقاب الله بالجوع والخوف والبغض والكراهية، قال تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [4]، وقال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَت أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [5] نسأل الله المنان أن يرزقنا تزكية النفس، واستقامتها على طاعة الله عزّ وجل، وأن يبعد عنَّا زلل النفس وسقوطها، إنَّه على كل شيء قدير.

كان هذا فيما يتعلق بطهارة النفس من جانب ما جاء في القران الكريم، وما تناوله المفسرون في تفاسيرهم، والكتاب في كتبهم، وأثر طهارة النفس على الفرد وعلى المجتمع. أما ما يتعلق بواقعنا الحالى من طهارة النفس فأرى أننا وللأسف الشديد بعيدون كل البعد عن طهارة النفس وتزكيتها، وليس هذا مستغربا؛ فدراستى في الأزهروهو المعنى بتعليم الدين الإسلامى- قد ركزت أشد التركيزعلى طهارة الجسد، متجاهلة تماما طهارة النفس، ففي كتب الفقه التي يدرسها طلاب الأزهر حتى هذه اللحظة يوجد فصل كامل عن الطهارة (طهارة الجسد) دون أي كلام أو إشارة عن طهارة النفس، على الرغم من قلة عدد الآيات التى تحدثت عن طهارة الجسد وكيفيتها، مقارنة بطهارة النفس وفضلها. وقد أجريت استطلاعا للرأي بعثت به لأربع فئات من أصدقائي ومعارفي على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، الفئة الأولى: تضم مسلمين مقيمين في مصر، والفئة الثانية: تضم مسيحيين مقيمين في مصر، والفئة الثالثة: تضم مسلمين مقيمين في ألمانيا، والفئة الرابعة: تضم مسيحيين مقيمين في ألمانيا، وكان الهدف من هذا الاستطلاع هو معرفة الأسباب التى تؤدي إلى طهارة النفس، ومردودها على الفرد وعلى المجتمع، وقد جاءت أسئلة الاستطلاع على هذا النحو:
برأيك:
1- ما سبب طهارة النفس؟
 أ- الفطرة        ب- الأسرة             جـ- الدين                 د- جميع ما سبق

2- من هو طاهر النفس؟
أ- الصادق        ب- المتعاون            جـ- من لا يحمل الضغينة لأحد    د- جميع ما سبق

3- طاهر النفس في الوقت الحاضر هو:-
أ- أحمق           ب- ساذج         جـ- متزن                د- طبيعي

4- هل أنت طاهر النفس؟
أ- نعم                     ب- لا                     جـ- إلى حد كبير        د- إلى حد ما

5- هل لطهارة النفس مردود إيجابي على الفرد؟
أ- نعم                     ب- لا                     جـ- إلى حد كبير        د- إلى حد ما

6- هل لطهارة النفس مردود إيجابي على المجتمع؟
أ- نعم                     ب- لا                     ج- إلى حد كبير        د- إلى حد ما

أما ما توصلت إليه من نتائج، فسأعرضه بمشيئة الله في المرة القادمة، نسأل الله العون والتوفيق!


[1] http://www.imamhussain.org/family/3vie.html
[2] رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
[3] البلد:17
[4] النحل:112
[5] الروم:41

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق