2- خلق غض
البصر والاحتشام
تراودنى أسئلة كثيرة عند البحث في موضوع غض البصر والاحتشام، كثيرون قبلى
تحدثوا في هذا الموضوع، قتلوه بحثا، وأنهكوه دراسة، أريد أن أعالجه من زاوية لم يتطرق إليها أحد، أود
أن أستفيد من عشر سنوات قضيتها في السياحة مع عوالم مختلفة، تفكيرا وثقافة، تعليما
وأخلاقا، أريد أن أعرف هل الأمر القرآنى بغض البصر والاحتشام ملزم للمسلم الذي
يتعامل مع الأجنبيات أو الذي يعيش في بلد غربي (ألمانيا على سبيل المثال)، والذي
يرى أهله أن من آداب اللياقة (الإتيكيت) أن ينظر المتكلم إلى من يشاركه الحديث! أريد
أن أصل إلى مفهوم عام للاحتشام، وقاعدة توضح حدود غض البصر.
وسأبدأ الحديث من حيث انتهت إليه دراسة ألمانية حديثة جدا (مايو 2014)، هذه
الدراسة نشرت في دورية أمريكية مشهورة تسمى (جاما للطب النفسي)، وقام بها أساتذة
متخصصون تابعين لمركز ماكس بلانك الألماني تحت قيادة الدكتورة سيمونة كون والدكتور يورجن جاليانت[1]،
وما أن صدرت هذه الدراسة حتى تلقفتها صحف ومجلات ألمانية، فأعادت نشرها تحت عناوين
صادمة[2]
من قبيل " من يشاهد الإباحيات كثيرا فإن ذاكرته تتضائل" صحيفة بيلد [3]،
و لوسي نيوز[4] الألمانيتين مثالا، في حين
أن العنوان الموجود على الموقع الرسمي لمركز ماكس بلانك يشير إلى أن مشاهدة الإباحيات
بكثرة يقلل من قدرات جهاز المكافأة الدماغي. وقد أجريت هذه الدراسة على نحو 64
رجلا تتراوح أعمارهم بين 21- 45 سنة، تبين أن جهاز المكافأة الدماغي لديهم به قصور
وظيفية، نتيجة مشاهدتهم الأفلام الإباحية، فقد كان من بين الأسئلة التى وجهت
إليهم: كم عدد الساعات التى تقضيها في مشاهدة الإباحيات؟ وكانت أربع ساعات أسبوعيا
هي متوسط الإجابات التى حصل عليها الباحثين[5]!
ترى كيف عالج القرآن الكريم هذه المشكلة؟
يقول المولى عز وجل في سورة النور الآيتين 30-31 (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ
اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ
أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي
الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا
عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا
يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وفي شرح وتفسير هاتين الآيتين
وردت آراء كثيرة سأحاول جمعها في المرة القادمة، أسأل الله العون والتوفيق!
[1] https://www.mpib-berlin.mpg.de/de/presse/2014/06/wer-viele-pornos-schaut-hat-ein-kleineres-belohnungssystem
[3] http://www.bild.de/news/ausland/pornografie/studie-wer-pornos-guckt-hat-kleineres-gehirn-36192790.bild.html
[4] http://de.locinews.com/Wer_Pornos_guckt,_hat_kleineres_Gehirn-8837217.html
[5] https://www.mpib-berlin.mpg.de/de/presse/2014/06/wer-viele-pornos-schaut-hat-ein-kleineres-belohnungssystem
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق