تابع أخلاق الفرد في القرآن
غض البصر والواقع!
في البيت.. كيف يمكنني مشاهدة
أخبار، أومتابعة برامج، أو حتى رؤية أفلام من دون النظر لإمرأة تقرأ الأخبار، أو تظهر في برنامج، وما أكثرهن ؟!
في العمل.. كيف يمكننى أن أتجنب رؤية زميلاتي، أو التحدث إليهن، أو قضاء حوائج
العملاء من النساء دون أن أنظر في وجوههن؟
في الشارع.. كيف لى أن أغض بصرى عن مئات بل ألوف من الفتيات الائى يمررن أمامي،
ويصعدن داخل الحافلات، فيجلسن بجواري ثم يقفن فينزلن؟
كيف لى وأنا أعمل في السياحة أن أتجنب النظر إلى من أرشدهن؟ كل هذه الأمور
تبدو بديهية، ولكن عندما تصطدم بواقع تفاسير هذه الآية "غض البصر" لن
تجد الأمر مريحا.. على الأقل ستشعر بتأنيب الضمير!
فما الحل وما السبيل؟!
والحال كذلك بالنسبة للنساء... فهن مأمورات بغض البصر أيضا.
وتبقى الشعرة التى بين الشهوة وعدمها هي الفيصل بين الحلال والحرام!
واقعنا وعدم غض البصر...!
في واحدة من عشرات الدراسات التى ظهرت مؤخرا وقامت بها منظمة تدعى (خريطة
التحرش)[1]
بالتعاون مع المؤسسة الاستشارية للشباب والتنمية (اتجاه) وبدعم من المركز الدولى
لبحوث التنمية IDRC،
أكدت
المظمة أن 95% من الإناث اللائي أجريت عليهن الدراسة وعددهن 500 امرأة، تعرضن
للتحرش الجنسي!
وفي الجرائد اليومية، والأسبوعية، والمجلات بأنواعها، تقرأ عشرات بل مئات من
الأخبار عن التحرش، وتقارير تتبعها تقارير، كلها تتحدث عن التحرش، وتحليلات تتبعها
تحليلات، جميعها عن التحرش، والجميع مجمعون على أن البداية تكون بنظرة!
ورحم الله شوقي حينما قال:
نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء!
ومات شوقي وتغير الزمان وأصبحنا نقول:
نظرة، فتحرش، فاحتكاك، فاغتصاب!
إنه بحق، واقع مرير...!
[1] http://harassmap.org/ar/wp-content/uploads/2013/03/Towards-A-Safer-City-Executive-Summary-Arabic.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق