ملخص كتاب "روحي أنثي" للمستشرقة الألمانية أنا
ماري شيمل، تعريب لميس فايد
النساء
كما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) شقائق الرجال، وأن خير الناس خيرهم لأهله؛ ومن الغريب – كما تقول المستشرقة
الألمانية أنا ماري شيمل (1922- 2003) في كتابها
"روحي أنثى" تعريب لميس فايد (خان للنشر والتوزيع) – أن يوصم الإسلام بأنه دين معاد للمرأة،
فقد ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) قوله : "حبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في
الصلاة "، وبذلك ماثل بين
الطيب والنساء؛ كما يحتل الرحم - باعتباره مجسدا لمفهوم الأمومة – محورا رئيسيا في
الإسلام، فيكفي الإشارة إلى أن كلمة "رحمة" لها نفس الأصل العربي من كلمة
"الرحم"، لذلك من الممكن أن يكون "حب الأم" بمعناه الرحب
منعكساً في حب الخالق. وتسترسل الكاتبة لتضفي على الأنوثة معنى من القداسة، فهي
أحد التجليات الإلهية في عالم الأجسام وقبس من نور الله أقرب أن تكون في صياغة ما
فوق الإنسان.
وعلى هذا فليس معنى الأنثى مجرد نوع في مقابل الذكر، بل لمفهوم
"الأنثى" معاني موازية تجسد حقيقته الغائبة عن الأذهان، فهي العطر
والطيب، والرحم والرحمة، والنور المتجلي من الله في صياغة فوق البشرية؛ إنها الثنائية
المنعكسة من المفهوم "أنثى"، ثنائية متمثلة في المعنى المجازي والمعنى
الصريح، والأول أعمق وأجل، ورغم مجازيته فهو الحقيقة بعينها؛ إني أحب الأنثى رغبة
في الترقي لأنها أكمل، ففي تراثنا ذُكر أن المحبة ميل النفس
إلى الشيء لكمال فيه، والكمال الذي في الأنثى أنها البداية والنهاية والمستقر، إن
"روحي أنثى".
عزيزي القارئ لو قُدر لك أن تعلم متى النهاية، والعودة قد
حانت إلى وجهة كالبداية، هل ستزين نفسك وتُعد البناية، هل تُعد الرحم وعالم دونما
سور ، لا ظلمة به بل "الأنثى" النور، الجسد قادم، هنا سينفى وينتفي،
وفيه لا أحد لأثرك سيقتفي، هنا مستقر الرحيل، هنا الرحم الأصيل. أتذكر أحشاء أمك؟
كانت مقبرة محمية، والعودة لمثلها حتمية، قم واقتني "الأنثى" عطرك
المفضل، ستحتاجه وأنت في المعية، فالرحِم "الأنثى" ينتظرك كالعاشق
الولهان ، والرحمن لن يصيبك بالخذلان.
"روحي أنثى" كتاب مهم
أنصح بقراءته.
د. حسام الدين بدر/ كلية اللغات/ج. الأزهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق