تتعدد
روافد الثقافة العربية وتتسع باتساع الوطن العربي على مر القرون لأجناس وثقافات
وحضارات وأديان مختلفة شملتهم واشتملوها واحتكت بهم واحتكوا بها وتأثروا بها وأثرت
فيهم. ومن بين هذه الراوفد تشكلت
الثقافة البدوية بقبليتها وعشائرياتها ومفاهيمها المتوارثة عبر الأجيال لمعان
إنسانية مطلقة كالحرية والاستقلال والتكافل والعدل مكونا هاما من مكونات الثقافة
العربية وتراثها.
والثقافة
البدوية عزيزة عند أبنائها عربا وعربانا يعملون بأعرافها ويحتكمون إلى قوانينها
فهي مبدأهم ومرجعهم وأساس هويتهم.
وقد
حاول الكتاب التعرف على المؤسسة العدلية عند البدو وآلياتها من منظور تاريخي يتعرض
أولا لمفهوم البداوة في إطار التعددية القانونية، وثانيا لمفهوم العدالة عند
البدو، وثالثا للنزاعات عند البدو من الخلاف إلى التقاضي، ورابعا لمؤسسات العدالة
من فض النزاع والتقاضي، وخامسا لآليات التقاضي، وسادسا للتغيرات البنيوية
والوظيفية إثر التحولات الإجتماعية في تاريخهم، وسابعا لديناميكية تمددهم وانحسارهم.
هذا
ويخلص الكتاب إلى أن تعددية التخصصات عند البدو باتت أمور مشهورة منذ عشرينيات
القرن الماضي إلا أن دلالاتها وارتباطها بظروف وتحولات اجتماعية ما كان ليتضح دون
الدراسات المقارنة للمؤسسات القضائية عند البدو؛ فتعدد التخصصات مرتبط دون شك
بالنشاط الاقتصادي للقبائل والتنازع على الموارد في مساحات تضيق لزحف العمران
عليها واشتداد سطوة الدولة وإداراتها دفع القبائل إلى التوافق على أليات لفض
النزاع وفق مفاهيم البدو للعدالة بعيدا عن الدولة ومحاكمها الشرعية ما استطاعوا.
كما
إن التحولات الاجتماعية التي مرت بها القبائل العربية منذ بدايات الحكم العثماني
نتيجة لتغيرات اقتصادية وديموغرافية مرتبطة بمسارات الرعى واستعانة العثمانيين
ببعض القبائل ضد بعض وتذبذب في سيرة الدولة المركزية على الأطراف والبوادي مما سمح
بممارسة دروب من الحكم الذاتي في بعض الجهات كان له دوره في تطور القضاء كمؤسسة في
المجتمعات البدوية تتمدد وتنحسر وفق حاجة الجماعة البدوية وفي ظل الامكانات
المتاحة من إدارة ذاتية وقوة وضعف سلطان التعددية القانونية للشرع ومؤسسات الدولة
القضائية.
كتاب
"المؤسسة العدلية عن البدو" صدر باللغة الألمانية تحت عنوان: “Das Beduinische
Rechtessystem” وفي طريقه إلى ترجمة عربية بحول الله وقوته، وفيما يلى صفحة
الكتاب على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/triballaw2015/?ref=aymt_homepage_panel&__mref=message_bubble
[1] الدكتور أحمد عبد السلام من مواليد سنة 1969 بمدينة دمنهور في دلتا مصر، يعمل باحثا في مركز دراسات العقيدة والتربية الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، درس الأدب الألماني بجامعة عين شمس بالقاهرة، والدراسات الإسلامية والعربية بجامعة هاله – فيتمبيرج بألمانيا حيث حصل منها على درجة الدكتوراة.
[1] الدكتور أحمد عبد السلام من مواليد سنة 1969 بمدينة دمنهور في دلتا مصر، يعمل باحثا في مركز دراسات العقيدة والتربية الإسلامية بجامعة مونستر بألمانيا، درس الأدب الألماني بجامعة عين شمس بالقاهرة، والدراسات الإسلامية والعربية بجامعة هاله – فيتمبيرج بألمانيا حيث حصل منها على درجة الدكتوراة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق