إشارة لكتاب

الدكتورعاصم حفني يكتب: إشارة لكتابي (المغالطات المنطقية وفهم الفهم)

الكتابان من تأليف الدكتور عادل مصطفى، وهو طبيب نفسي، إلا أنه يعالج في الكتاب الأول (المغالطات المنطقية، طبيعتنا الثانية وخبزنا اليومي، فصول في المنطق غير الصوري) قضية المنطق ومغالطاته بلغة بسيطة قد توفر على الدارسين جهوداً عدة في تعلم المحاججة والكتابة المعقولة. وفي الكتاب الثاني (فهم الفهم، مدخل إلى الهرمنيوطقيا، نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر) يبذل  الدكتور عادل مصطفى جهداً كبيراً في شرح مفهوم تحليل النص هرمينوطيقيا.
الكتابان ينصح بقراءتهما في سنوات الدراسة الجامعية الأولى، أو على الأقل قبل البدء في التعاطي مع البحث العلمي بغية الاعتياد على التفكير المنطقي، وتجنب التعبير أو الكتابة بلغة لا يقبلها العقل المحض غير المنطلق من مسلمات عقدية يبني عليها نتائج تتوقف منطقيتها على التسليم بتلك المقدمات، وهو ما لا يتحقق في حالة الكثيرين من المخالفين في العقيدة، ومن ثم يلزم التفريق بين مستويات للمنطق ومجالات استخدام تختلف بحسب حال المتحاججين ومدى تسليمهم بمقدمات معينة أو رفضهم بها واعتمادهم على منطق التجريب في الطبيعيات، وترابط الأدلة العقلية القابلة للإثبات بالحواس الإدراكية في الإنسانيات، وهذا من شأنه مساعدة الباحث على تثبيت أقدامه في مجال إنتاج المعرفة النافعة للبشرية على اختلاف مشاربها.
وهذا ينطبق على أسلوب تحليل النصوص التأويلية (الهرمينوطيقي) وطرائقه بهدف الوصول إلى فهم متطور يراعي سياقات نشوء النص ودلالات المفردات والتراكيب وتطورها عبر اختلاف الزمان والمكان والأحوال، ذلك الأسلوب الذي يمكن التعرف على أهم ملامحه في الكتاب الثاني، الأمر الذي يساعد على تكوين عقلية بحثية تتفاعل مع مستجد النظريات، ولا تصطدم بفجوة معرفية عند الاحتكاك بالجامعات الغربية، مما قد يكلفها عسير الجهد للحاق بالركب إن لم تتعثر وتيأس من البداية.