السبت، يونيو 27، 2015

ملخص قصة بيتر شليميل العجيبة لـ "أدلبرت فون شاميسو" ترجمة د. لبنى فؤاد




لبنى فؤاد[1] تكتب:
ملخص قصة بيتر شليميل العجيبة لـ "أدلبرت فون شاميسو" ترجمة د. لبنى فؤاد




(Peter Schlemihls wundersame Geschichte (1814
(Von: Adelbert von Chamisso  (1781-1838

تعريف بالكاتب:
آدلبرت فون شاميسو (1781- 1838)
الكاتب ليس أديبا وشاعرا فحسب، بل هو أيضا عالما طبيعيا ورحالة وله مقتنيات باسمه فى متحف برلين للعلوم الطبيعية جمعها من رحلاته حول العالم، هذه القصة هى العمل النثرى الوحيد له، وجميع أعماله الأخرى دواوين شعرية لم تترجم بعد إلى العربية، وتتسم لغة القصة بالروح الشعرية فى اختيار الألفاظ والصور الجمالية، كما تنعكس فى لغة القصة الثقافة الفرنسية للكاتب الذى ينتمى لأسرة من نبلاء فرنسا اضطرت على إثر اندلاع الثورة الفرنسية عام 1789 للهرب من فرنسا إلى ألمانيا حيث عمل "آدلبرت" على اكتساب اللغة الألمانية ليتمكن من الدراسة والعمل. أجاد "آدلبرت فون شاميسو" اللغة الألمانية إلى الحد الذى مكنه أن يكون شاعرا وكاتبا بها، ولذلك خصصت ألمانيا جائزة أدبية سنوية باسم الكاتب تعطى للمبدعين فى الأدب الألمانى ممن ينتمون فى الأصل لثقافات غير ألمانية.
ملخص القصة:
تحكى القصة عن "بيتر شليميل" وهو شاب فقير يتطلع لحياة الأغنياء، ويغبط الأثرياء على حياة الترف والنعيم، يقابل فى حفل جمعه بأحد الأثرياء يدعى "توماس جون" رجلا غريب الأطوار يستطيع تحقيق أمنيات جميع ضيوف الحفل مهما كانت غريبة فى التو واللحظة، يعرض ذلك الرجل على "بيتر شليميل" أن يبيعه ظله مقابل "زكيبة السعادة" وهى زكيبة مليئة بالذهب الذى لا ينضب، يوافق "شليميل" بتعجل طمعا فى الذهب، ويصبح ثريا يتمتع باحترام وتقدير الناس حتى أنهم يعتبرونه أميرا من الأمراء، فيشعر بالسعادة وإن بقيت تلك السعادة منقوصة لخوفه الداخلى من  افتضاح سره وأن يكتشف الناس أنه لا ظل له، ويسانده خادم وفى يدعى "بندل" على احتمال قدره المؤلم، حتى يقع فى حب فتاة تدعى "مينا" يرحب به أهلها فى البداية ثم ما يلبثوا أن يرفضونه عندما يشى به خادمه الماكر "راسكال" طمعا فى الزواج منها، فيهرب هائما على وجهه فى الغابة حيث يظهر له ذلك الرجل غريب الأطوار ثانية لنعرف أنه الشيطان عارضا عليه استعادة ظله مقابل أن يوصى له بموجب توقيعه بروحه بعد موته على أن يحتفظ بزكيبة الذهب، ولكن "شليميل" يرفض فيظل الشيطان يلاحقه ويغريه بالثراء والسعادة اللذان سيكونان من نصيبه إذا استرجع ظله ليتزوج عروسه مع احتفاظه بزكيبة الذهب، ولكن "شليميل" يظل متمسكا بعدم التفريط فى روحه للشيطان، وتدور حوارات شيقة للغاية بينهما عن الانسان والله واختبار الحياة وأهمية الروح والمال يحاول فيها الشيطان استمالته لقبول صفقته، وكلما طرده "شليميل" يعود فيظهر له فى صورة أخرى ويظل يلاحقه متوعدا تارة ومغريا تارة حتى يضطر "شليميل" فى النهاية للتخلص من زكيبة الذهب بإلقائها من فوق الجبل كى يغرب الشيطان للأبد عن وجهه، خاصة بعدما علم بالمصير الأسود للسيد "توماس جون" الذى باع روحه للشيطان من أجل المال، وهكذا يبقى بلا ظل وبلا مال أيضا ليذوق مرار الفقر ثانية بالإضافة إلى الخوف من الناس الذين اضطر للانعزال عنهم كى لا يكتشفوا أمره، إلى أن يشمله الله برحمته بإهدائه "حذاء السبعة أميال" وهو حذاء يجتاز صاحبه فى كل خطوة سبعة أميال، فيستطيع "شليميل" بفضله التجول فى العالم ورؤية النباتات والحيوانات والطبيعة المتباينة فى جميع القارات، والطريف أنه يأتى إلى مصر ويصف الأهرامات والمعابد القديمة بل ويختار "طيبة ذات المائة بوابة" لتكون بيته، ويعرف "شليميل" المصير التعس لحبيبته "مينا" التى ترملت بعدما أدى حادث لقتل زوجها "راسكال"، ويعرف أن صديقه الوفى "بندل" قد أنشأ بالمال الذي تركه له مستشفى خيرى يحمل اسمه ليدعو له الفقراء بالرحمة، وتنتهى القصة التى كتبت كاعتراف ذاتى موجه من "شليميل" وكأنه شخصية واقعية للكاتب نفسه "شاميسو"  بنصيحة مفادها أن ظل الإنسان وهو فى القصة رمز لمبادىء الإنسان والقيم التى يحيا بها أهم من المال، ومن الجدير بالذكر أن الكاتب قد تأثر فى هذه الرواية بمسرحية جوته الأشهر "فاوست".
نشرت هذه القصة للمرة الأولى عام 1814 وأصبحت الأكثر مبيعا فى القرن التاسع عشر كما أثارت خيال الرسامين لتصوير مشاهد منها، ويشبهها النقاد بظاهرة "هارى بوتر" فى عصرنا الحالى، كتبت هذه الرواية بأسلوب لغوى رائع وتعتبر قطعة فنية من أدب العصر الرومانسى، وكانت هذه القصة من المقررات الدراسية فى المدارس الألمانية للغتها ومضمونها الرائعين، وقد سبق ترجمتها لثماني وعشرين لغة ليس منها اللغة العربية، يتواكب ترجمتها لأول مرة إلى اللغة العربية هذا العام مع احتفال ألمانيا بمرور 200 عام على نشرها للمرة الأولى عام 1814، وهى من مطبوعات المركز القومى للترجمة بالقاهرة.





[1]  لبنى فؤاد محمد على: من مواليد القاهرة 1971، خريجة المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بالدقى، درست بقسم اللغة الألمانية وآدابها بكلية الآداب، جامعة القاهرة وتخرجت منه عام 1994 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، حصلت على الماجستير فى الآداب من جامعة القاهرة عام 2000  بتقدير امتياز، عضو بعثة الإشراف المشترك للبعثات المصرية عام 2005 حيث درست للدكتوراة فى جامعة لودفيج ماكسيميليان بمدينة ميونخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية، نالت درجة الدكتوراة فى علم اللغة المقارن عام 2010 بتقدير امتياز، تعمل مدرس بكلية الآداب، جامعة حلوان.

هناك 3 تعليقات:

  1. فيما يلى واحد من أجمل المقاطع التى سعدت بترجمتها وهو المقطع الأول فى الفصل الرابع:
    "سوف اضطر للإسراع فى قصتى عبر زمن كم أود كثيراً ! التمهل عنده علنى أستطيع استدعاء روحها المفعمة بالحياة لتطفو من جديد أعلى ذاكرتى، إلا أن ذلك الشعاع الذى أحيته وتستطيع إحياءه مراراً قد انطفأ بداخلى، وعندما أحاول البحث فى صدرى عما أيقظته هى بعنف فى الماضى، تلك الأوجاع وتلك السعادة، ذلك الجنون التقى، - أرانى أطرق دون جدوى حجرا أصم لم يعد يجود بأى حياة فأفقد صوابى، كم تطل علىّ الآن بوجه متغير، تلك الأيام البعيدة! كان علىّ هناك فى تلك البلدة الساحلية أن أتظاهر بأداء دور البطل، فإذا بى وأنا الطالب الفاشل، الوجه الجديد فوق خشبة المسرح أخرج عن النص وأسقط هائما فى حب عينين زرقاوين، عرض الوالدان المنخدعان باللعبة كل شىء من أجل إتمام الصفقة بأسرع وقت ممكن، وانتهت المسرحية الهزلية بفصل ساخر، وهذا كل ما حدث، كل ما حدث! يبدو لى ذلك ساذجاً وسخيفاً ومن ناحية أخرى مخيفاً، أن يحدث ذلك لى وأنا من كنت وقتها ثرياً، عظيماً، منفوخ الصدر عجباً بنفسى، “مينا”، مثلما بكيت فى الماضى عندما فقدتك أبكيك الآن وأنا أرانى قد فقدتك أيضا داخلى، هل أصبحت عجوزاً لهذا الحد؟ - آه يا عقلى الحزين! ألا من نبضة قلب واحدة من ذلك الزمان، ألا من لحظة من ذلك الجنون - لكن لا! ليس هناك سوى الوحدة فوق البحورالعالية الموحشة لطوفانك المر، محروما لزمن طويل من آخر كأس نصر جادت به حوريات الخيال."
    المترجمة

    ردحذف
  2. إمتى ممكن الواحد يشتري الترجمة يا دكتورة؟

    ردحذف
  3. جميل جدا ان تصدر الرواية بحلة عربية وهي من اولوياتي ضمن قائمة الكتب التي سوف اقراها في ٢٠١٨م .. انشاء الله تعالى...شكرا للعمل المبدع...

    ردحذف