أخى المواطن... لا
تحسبن وقوفي ضد هذا الانقلاب الإرهابي الدموي الفاشي على الديموقراطية، هو وقوف
أمام إرادتك وضد رغبتك، إنما هو وقوف لمصلحتك أنت، ولأجلك أنت، ولأجل أبنائك
وأبنائي، ومن أجل مستقبل ديموقراطي سليم، ننعم فيه جميعا بحرية الرأي وحرية
التعبير وحرية التصويت.
وقوفي ضد هذا
الانقلاب بسلمية لا يعنى أنني أتفق مع دعوات التكفير إن وجدت، أو مع دعوات العنف
المضاد إن حدثت، أو حتى مع بعض الشعارات إن رفعت...
وقوفي ضد هذا
الانقلاب هو وقوف ضد الاستبداد، وضد تكميم الأفواه، وضد عودة أمن الدولة ليتحكم في
كل مفاصل الدولة، ويحدد مصيرها، وهو وقوف في وجه الحكم العسكري الذي أثبت فشله في
إدارة البلاد لأعوام عديدة، وما حصدنا من ورائه إلا الذل والانكسار، وهو وقوف ضد
عودة الحزب الوطنى الفاسد ليحكمنا من جديد!
فهو إذن وقوف يصب في
مصلحتك أنت أولا؛ فأنت مثلى تريد حياة كريمة، وتريد ديموقراطية حقيقية، في دولة
مدنية، ليست دينية ولا عسكرية، في دولة تحترم القانون، ويحترم أبناؤها القانون،
وفي دولة تحترم كل مؤسساتها ما يفرزه
الصندوق من نتائج.
وهنا دعنى أجاريك في
أفكارك وفي غضبك، وأذهب معك حيث تريد، فأنت تريد أن تقول بأن ما حدث هو أيضا من
اختيار الشعب انتهى بوقوف القوات المسلحة بجانبه، فهب أننا جميعا صمتنا، واستسلمنا
لما حدث، ومضينا قدما في إنجاز خارطة الطريق ثم جاء الصندوق بمن تريده أنت، وتشكلت
حكومة، فاتفق وزير البيئة مع وزير التموين (تمثيل افتراضي) على أن يفتعلا أزمات
لإسقاط من جاء به الصندوق، وذلك بعد أن يقوم وزير البيئة بتلويث الجو العام
بالأخبار، والإشاعات مع تعمد إبقاء القمامة في الشوارع حتى يجبر الناس على الخروج،
ثم قام وزير التموين بافتعال أزمات تمونية تجبر الناس كذلك على الخروج على الحكومة! وخرج الناس في الشوارع يجأرون، وقام الوزيران
ومن يعاونهما بالاعتراف بمن نزل، ثم قاما
بتصوير المشهد على أنه ثورة جديدة جدا، ثم قاما بإجراءات استثنائية أبطلت ما خرجت
أنت من أجله. فما ردك؟
يا عزيزي إننا ننشدها
دولة ديموقراطية مبنية على أساس ديموقراطي بعيد عن الحشد والحشد المضاد، فطالما
تضررت أنت من حشود الزيت والسكر، ومن حشود الجنة والنار، فلا تدافع الآن عن حشود
الإقصاء، وحشود الأمن المركزي!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق