الثلاثاء، يوليو 16، 2013

المزاج العام




ليس هذا هو شهر رمضان الذي أعرفه، وليست هذه الوجوه التى أرها الآن هي تلك التى كنت أراها في كل رمضان يحل علينا.
فالشهر البيهيج لم يعد بهيجا، والشهر الكريم لم يعد كريما، والزينة التى كانت تملؤ الشوارع وتغطي واجهات البيوت تضاءلت بنسبة كبيرة، والروحانيات التى كنت أشعر بها عند قدوم هذا الشهر اختفت، والسعادة التى كانت تغطى وجوه الصغار قبل الكبار تلاشت!

كان الحال قديما وبمجرد أن نستمع لكلمة المفتى معلنا أن غدا هو أول أيام الشهر الكريم، كانت تأتيني رسائل تهنئة لم أكن أستطيع أن أرد على جميعها، وجاء رمضان هذا العام، وسمعنا ما قاله المفتى، فلم يلتفت له أحد، ولم يهنئ أحدٌ أحداً، وانشغل الناس كل بما هو فيه! ونظرت في صندوق رسائلى فلم أعثر سوى على رسالتين من أصدقائى المسيحيين!

كان الحال قديما وبمجرد أن نعرف أن غدا هو أول أيام الشهر الفضيل كنا نسمع الأطفال في الشوارع تخرج لتلعب وتغنى، وكانت أغاني وحوي يا وحوي رمضان كريم يا وحوي تملأ الدنيا!

كنت أظن أن هذا الشعور قد أصابنى وأفراد أسرتي فقط، إلا أن استقصاءا بسيطا قمت به بين كل من قابلتهم في الأيام القليلة الماضية أكد لى أن هذه حالة عامة يمر بها الجميع في مصر!

إن الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من الانشقاق، ولا مزيدا من العناد، فالبلاد ينتظرها مصير مجهول، يتحدث عنه المتفاؤلون -وأنا منهم- على أنه حرب أهلية، أما المتشائمون فيصفونه بنقطة اللاعودة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق