الأحد، يوليو 22، 2012

من يومياتي في ألمانيا (برلين 4)

ركبنا الترام متجهين صوب المدينة ، وما هي إلا خمس محطات حتى وصلنا إلى المحطة الرئيسية، فنزلنا ثم ركبنا المترو بنفس التذكرة. وفي المترو سألني فريدريش: أي الأماكن تريد أن نزور؟ قلت له : بالطبع أود زيارة بوابة برلين "براندنبورج"، وجزيرة المتاحف، والبوندستاج وإن كان هناك شيئا آخر فلا أمانع. قال لي ألا تريد أن تزور شارعي؟ قلت له شارعك! قال أجل إنه أشهر شارع في برلين إنه " شارع فريدريش" قلت له أوووه هل أنت من قمت بتصميمه بصفتك مهندس معماري؟! فضحك بصوت عال ثم قال لا لا، أنا أمزح إنها مجرد تشابه أسماء.

نزلنا  في محطة فريدريش، وتجولنا  قليلا في شارع فريدريش، حيث البنايات العالية ذوات الأوجه الزجاجية، والتصميمات الحديثة. ولأن الساعة لم تتخطى التاسعة بعد فما زالت المحلات مغلقة، اللهم إلا قليلا منها بدأت تفتح أبوابها تباعا. جلسنا على أحد المقاهي وطلبنا قهوة ، وبدأ فريدريش يحكي لي عن شارعه حيث قال:-
شارع فردريش (بالألمانية: ‘Friedrichstraße’) هو أحد أشهر وأهم الشوارع في مدينة برلين، ويعود ذلكً إلى الهندسة المعمارية المميزة لهذا الشارع، علاوةً على وجود أرقى الماركات العالمية في عالم الأزياء والموضة، مثل لويس فويتون وجوتشي وغيرها.
يبدأ الشارع من الجهة الشماليةً من منطقة مييته (بالألمانية: Mitte ) وينتهي جنوباً في منطقة كروزبيرج، ونظراً لاتجاهه هذا، يشكل شارع فردريش رابطاً مهماً جداً بين المناطق الغربية والشرقية، ومن الجدير بالذكر أيضاً أن الشارع شهد أحداث تاريخية عدة؛ حيث قسم إلى جزءين بعد إقامة جدار برلين الفاصل عليه، كما أن نقطة التفتيش "شارلي" الشهيرة تقع في هذا الشارع.
قلت له بالطبع هذه البنايات الحديثه دليل على أن هذا الشارع قد تم تدميره فى الحرب العالمية الثانية. فسكت قليلا ثم نظر إلي وقال نعم، فقد تأثر شارع فردريش تأثراً كبيراً بالحرب العالمية الثانية ، وتم إعادة بناءه جزئياً فقط خلال فترة انقسام برلين، حيث تم إعادة بناء الجزء التابع لبرلين الغربية ليصبح منطقة سكنية هادئة، أما الجزء التابع لبرلين الشرقية فقد شهد عمليات توسعة للشارع ليصبح عدد حاراته أربعاً.، بالاضافة إلى بناء عدد من الفنادق فيه. الا أن التطور الحقيقي في الشارع لم يحدث فعلياً الا بعد اتحاد شطري ألمانيا في عام 1990؛ فقد تمت عمليات تطوير شاملة في التسعيينيات في هذا الشارع شارك فيها مهندسون معماريون عالميون مثل جوان نوفيل وفيليب جونسون.
انتهينا من شرب القهوة وانتهى فريدرش "مرشدي السياحي" من شرحه لشارع فريدريش، فقمنا بعد أن دفعت أنا الحساب إكراما لصديقي وشكرا بسيطا له على ما قدمه لي بالأمس واليوم. بدأنا نتجول في الشارع فاستطرد صديقي في الحديث قائلا: تعرف يا محمد لو معاك مليون جنية ممكن تخلصه في نصف ساعة تسوق هنا في شارع فريدريش لأن منطقة التسوق الخاصة به تعتبر من أغنى وأغلى  المناطق المليئة بالمحلات ودور الأزياء الشهيرة، والتي قد تم تقسيمها إلى ثلاث مناطق مختلفة، وشارك في بناء هذه المناطق الثلاث أحد أشهر المعماريين، وأبرز الأمثلة على ذلك هو محل جاليري لافاييت المبني بالكامل من الزجاج غريب الشكل، والذي صممه المهندس المعماري الشهير جون نوفيل، بالإضافة إلى الكثير من الماركات العالمية الأخرى. كما يعتبر سوق الميلاد (بالانجليزية: "Christmas Market") أحد أكثر الأسواق الموسمية شهرةً في برلين.
قلت لصديقي يبدوا أنك مرشد سياحي رائع فلماذا لا تمتهن هذه المهنة؟ قال لي أنا لا أعرف من اللغات سوى الألمانية فكيف لي أن أشرح للأجانب؟ قلت له عندك حق لقد أفحمتني، ثم واصلنا السير باتجاة أشهر بوابة في ألمانيا والعالم، إنها بوابة برلين أو بوابة " براندنبورج" 
بوابة براندنبورج (بالألمانية: Brandenburger Tor) وهي رمز مدينة برلين والبوابة تحمل اسم ولاية براندنبورج التي تحيط بولاية برلين وتقع في ساحة باريسر، بدأ بنائها عام 1788 وانتهى من بنائها عام 1791 ولقد تحطم جزء منها في الحرب العالمية الثانية ثم أعيد بناء الجزء المحطم مرة أخرى. وفي حين أنها هي البوابة الوحيدة المتبقية من مدينة برلين  فقد كانت تمثل فيما سبق الانقسام في المدينة إلى شرق وغرب برلين، ومنذ سقوط جدار برلين في عام 1989 فقد  أصبحت بوابة براندنبورج رمزا من رموز الوحدة الألمانية. وبالإضافة إلى ذلك، فهذه البوابة مصنوعة من الحجر الرملي وهي واحدة من أروع الأمثلة للكلاسيكية الألمانية. وقد بنيت بوابة براندنبورج وفقا لخطط كارل جوتهارد لونغانز بدءا من عام 1788 وحتى عام 1791، وذلك على غرار البروبيلي لـ أكروبوليس أثينا.  وتشتمل البوابة على  ستة أعمدة دوريسية تدعم عارضة شعاعية يصل عمقها إلى حوالي 11 متراً،  وفي عام  1793، تم وضع تمثال الكوادريجا (عربة تجرها أربعة خيول) والذي قام بتصميمه يوهان غوتفريد شادو على البوابة، حيث يشير إلى الشرق في اتجاه وسط المدينة.
التقط لي فريدرش صورا عديدة حرصت على أن تكون خلفيتها هي بوابة براندنبورج ولم أكن وحدي الذي آثر أن تلتقط له الصور بجوار هذه البوابة؛ فقد كانت هناك مجموعات يابانية وأخرى كورية، قد أداروا ظهورهم للبوابة كي تلتقط لهم الصور ملوحين بأصابعهم السبابة والوسطي.

ونلتقي غدا
محمد شحاتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق