انتهى عهد الاستغفال، أو عهد الاستغفال انتهي ... كلتا العبارتين صحيحتين ومقصودتين، فإن كنت تود التأكيد على النهاية، فابدأ بالعبارة الأولى، وإن كنت تريد التأكيد على الاستغفال وعهده، فابدأ بالعبارة الثانية. أما أنا فأميل إلى البدء بالعبارة الثانية، ففيها مقصودي من هذا المقال.....
منذ بدء التاريخ والحاكم يستغفل محكومية ويدعى لهم أنه الإله الذي يرى ما لا يرون وأنه هو الذي يهدي إلى سبيل الرشاد :- "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" ولم يكتف الحاكم، أى حاكم، منذ فجر التاريخ وحتى أعوام قليلة" بالإدعاءات الكلامية ، بل حرص على أن يجمع رجالاته ويحشد إعلامه كى يُحكم استغفال شعبه:-
هاهم كما تهوى تحركهم دمى لا يفتحون بغير ما تهون فمـا
إنا لنعلم أنهــــم قـــــــد جــمعوا ليصفقوا إن شئت أن تتـكلمـــا
فـــالظلم قبلك كان كما مهملا واليوم صار على يديك منظما
وقد تجلى هذا الإستغفال وشهد أزهى عصوره في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث سمح المذكور بتكوين قاعدة عريضة من المصفقين المنتفعين المغفلين، وسمح لهم بالعيش في القاهرة وما يحيط بها، كى يكونوا جاهزين للخروج في مسيرات مؤيدة له، إذا اقتضى الحال واحتاجت الظروف.. مثل تأميم، أو اعتقال، أو حتى تنحي.... وامتد الأمر لخليفته الإ أنه اختلف بعض الشئ، فكان الحشد برلمانيا، وتمييز التصفيق في عهده بأنه تصفيق من النخب السياسية تحت القبة البرلمانية.. وقتل الرجل وخلفه كبير المستغفلين الذي ما فتئ وأراد استرجاع ملكية عفى عليها الزمن..... ونهض الشعب من سباته ونفض عنه عهودا من الإستغفال....واليوم.... لم يعد هناك مجال لاستغفال أو استهبال أو استحمار.... أقولها للرئيس القادم وأقولها للإخوان الذين يبدو أن السياسة قد شغلتهم عن جانبهم الدعوى! وأقولها للسلفيين الذين تسيسوا والليبراليين الذين عارضوا... انتهى عهد الاستغفال!
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق