فساد في كل ركن من أركان الدولة ، وبلطجة في الشوارع الرئيسية قبل الشوارع الفرعية، وانحلال أخلاقي، واقتصادي، وسياسي، وتعليمي، وبيئي فما السبب في ذلك؟!
قال لي صاحبي إن السبب يكمن في أن الناس قد ابتعدت عن جوهر الدين وبدأت تهتم بالمظهر وبالشكل الخارجي. ونسيت وتناست أن الدين أي دين مبني في الأساس على التقوي والخوف من الله في كل الأعمال والأفعال والأقوال..
قلت له مهلا يا أخي فالناس معذورن في هذا الجانب، فلقد ركز علمائنا في كتبهم على المظهر وعلى الشكل العام، وما كتب الفقة وموضوعاتها التي درسناها عن ذلك ببعيد. وبدأت أعدد له أبوابا و فصولا درسناها في الفقة مثل:- الطهارة، والصلاة، والملبس، والبيوع، والنكاح، والطلاق وكلها عبادات ومعاملات ظاهرية؛ في حين أننا لم ندرس بابا واحدا في التقوي والخشوع والخضوع وإعمال الضمير!!
ثم قلت له:- ولكنني أختلف معك كليا وجزئيا في إرجاع سبب الفساد والبلطجه والإنحلال إلى الدين، فالدين بريئ من هذا كله، ثم ضربت له أمثلة من بلدان تفوقت وتقدمت دونما استخدام للدين. فقال لي إذا وما السبب؟ قلت له:- إن الخلل يا صديقي خلل قانوني وفقط، فلو طبق القانون على الجميع فقيرا كان أوغنيا، ضعيفا كان أو قويا، لانصلح الحال وذكرته بحديث شريف يقول " إن الله ليزغ بالسلطان مالا يزغ بالقرآن"
ثم قلت له:- أتذكر معي تلك القصه التي جرت أحداثها في بريطانيا العظمي حيث تأخر الأتوبيس لساعة، فاكتظت المحطه بالركاب وما أن سمعوا نبأ قدوم الأتوبيس حتى هرعوا جميعا إليه في طريقة بهيمية وحشية متخليين عن نظامهم وعن جنتليتهم؟!!
والله المستعان
محمد شحاتة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق