في المساء كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، استمرت لساعتين،
تحدث فيها الأستاذ الدكتور رضا جنيح عن تاريخ مدينة سوسة وعن سبب تسميتها بهذا
الإسم فقال: "يعود تأسيس مدينة سوسة إلى ما قبل الميلاد بتسعة قرون، وهناك
مصادر ترى أنها تعود إلى أبعد من ذلك بكثير؛ فهناك من أرجع تأسيسها إلى ألفين وسبعمائة عام، عرفت فيها
العديد من الأسماء حسب الثقافات التى تعاقبت عليها؛ فسميت حضرموت عندما احتلها
الرومان لتشابه كبير بينها وبين مدينة حضرموت اليمينة، وسميت هونريكوبوليس عندما
قدم إليها الوندال، وجوستيانابوليس عندما سكنها البيزنطيين، ولما فتحها العرب
أطلقوا عليها اسم سوسة، وهي الترجمة الحرفية لحضرموت". بعد ذلك ذكر الدكتور
جنيح أن مدينة سوسة مدينة ساحلية نشيطة ثقافيا على مر العصور، بها رباط وأسوار
سوسة، وبها الجامع الكبير، وبها متاحف متعددة جمعت بين جنباتها لوحات فسيفسائة
رومانية كثيرة. وفجأة تغيرت نبرة الدكتور جنيح من نبرة فخر واعتزاز ببلده إلى نبرة
حزن إلى ما آلت إليه مدينته المحبوبة بعد هجمات إرهابية قضت على خمسين روحا
أجنبيا، فقال بنبرة حزينة: "ولكنني أعتبر سوسة الآن مدينة منكوبة!"
كان الدكتور ألبريشت فوس هو من يدير هذه الجلسة،
فأعطى الكلمة للدكتور عادل بن يوسف المتخصص في التاريخ المعاصر، وقد راح بن يوسف
يسرد علينا تاريخ الصراع بين السلطة والإسلام السياسي في تونس، سردا كثرت فيه
التواريخ وتشعبت فيه الأحداث حتى التبس عليّ الأمر، وكدت أنام منه، وساعد على ذلك
حرارة الجو فلم تكن القاعة مكيفة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق