في الطريق إلى سوسة مررنا بجبل يسمى بوقرنين، يقع بالقرب من
مدينة حمام الأنف على ارتفاع 576 مترا، وسمي بهذا الإسم نظرا لوجود قمتين في
أعلاه، ثم مررنا بمزارع لا حصر لها من أشجار الزيتون، رصت بجوار بعضها البعض في
شكل هندسي بديع يفصلها عن بعضها أشجار التين الشوكي المثمرة، ويسمونها "تين
هندي". البيوت على جانبي الطريق بسيطة متواضعة مطلية في معظمها باللونين
الأبيض والأزرق، ترعى أمامها قطعان من الأغنام يسمونها "علوش".
اقتربنا من مدينة سوسة فاستحالت بساطة البيوت وتواضعها إلى
فخامة وبهاء، وكثرت الفيلات المحاطة بأسوار عالية، أشار السائق إلى منطقة مرتفعة
مزدانة بأشجار النخيل والصنوبر ثم قال: كانت هذه لـ بن على وأقاربه!
وصلنا فندق تاج
مرحبا في الثالثة بعد الظهر، كان في استقبالنا دكتور أحمد عبد السلام والدكتور
ألبريشت فوس، ساعدانا في الحصول على غرف، ونصحانا بأن نتوجه سريعا إلى المطعم
لنتناول طعام الغداء.
في مطعم الفندق التقينا بالدكتور عبد الراضي رضوان والدكتور
عزمي و الدكتور محمود أبو شعير والدكتور أحمد عبد الإمام وشاب ألماني عرفته فيما
بعد يدعى راسموس براند، كانوا جميعا قد انتهوا من طعامهم وهموا بالخروج، سلمنا
عليهم سريعا ثم أسرعنا إلى البوفيه ندرك ما يمكن إدراكه!
الفندق كما يقول المثل المصري "من برا هالله هالله ومن
جوه يعلم الله"؛ فبهو الفندق ومدخله يوحيان بأنه ذو نجوم أربعة، إلا أن
غرفاته وقاعاته ومطعمه لن يحصلا على نجمتين في أعلى تقييم من مسؤلي السياحة. وقد
أحسن منظموا المؤتمر صنعا إذ جعلوا لكل واحد من المشاركين غرفة خاصة، وجعلوا جميع
الغرف تطل على البحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق